أكد الناقد المصري الدكتور صلاح فضل انتصار الشعر وإثبات وجوده في وجدان الإنسان العربي رافضاً ما ذهب إليه الناقد الدكتور جابر عصفور منذ أكثر من عقد حين أطلق مقولته الشهيرة حول زمن الرواية وانحسار الشعر. وجاء رفض فضل خلال انطلاق صالون "الديوان الثقافي" في الضفة الشرقية لنيل القاهرة مساء أول من أمس لصاحبه أحمد قران الزهرانى الذي قال ل"الوطن" إن فكرة الصالون "بزغت من لقاءات متواصلة بالقاهرة مع المبدعين والمثقفين من مختلف الدول العربية حتى تبلورت الفكرة لتكون لقاءً شهرياً في موعد ثابت". وطوف ضيف شرف تدشين الصالون الناقد المصري الدكتور صلاح فضل بأعضاء الصالون بين غابات السياسة الشائكة الموحشة راسما صورة متفائلة ضاحكة مستبشرة بمستقبل أفضل لعالمنا العربي ولمصر في مخاضها الذي يبدو عصياً عسيرا، وبين حدائق الإبداع الغنَاء. وتحدث فضل عما تمر به مصر الآن من تحول سياسي بصفته مثقفاً فاعلا، وبصفته عضوا رئيساً في المجلس الاستشاري المعاون للمجلس العسكري الحاكم بمصر، وكذلك بصفته العضو الأساس في تجمع الأزهر والمثقفين الذي أصدر الوثائق الشهيرة الثلاث لرسم خارطة طريق لمصر وللربيع العربي، وقال فضل إن مصر تمر بمرحلة حساسة اجتازت أكثر مناطقها التهاباً ولم يتبق سوى القليل من المرحلة الانتقالية، مؤكدا على ثقته -من واقع خبرته- في تسليم العسكر للسلطة وفق الجدول المتفق عليه. وتحدث عن تجربته مع برنامج أمير الشعراء قائلا: لقد كشف البرنامج عن ذائقة شعرية واسعة في البلدان العربية وأن الشعر مازال يتربع على عرش ألوان الإبداع المختلفة، ويؤكد سقوط ما ذهب إليه جابر عصفور من القول بزمن الرواية، لافتاً إلى أن الذاكرة العربية هي ذاكرة شعرية. وكشف فضل أنه كان يعارض فكرة تسمية بالبرنامج ب"أمير الشعراء" وقال: ظلت طوال الموسم الأول في حلقي غصة من الاسم وقد عمدت لاستخدام كلمة أمير الشعراء الشباب. ويرى فضل أن أمير الشعراء بعد شوقي هو نزار قبانى وقد ظل حتى الثمانينيات ليسلم الإمارة محمود درويش.