يقف قصر المصمك شامخا منذ أكثر من 100 عام يحكي للقدامي والقادمين تاريخا مجيدا لهذا البلد.. لم تغيره تصاريف الأيام أو تهزمه رياح المواسم العاتية.. ولم توهن أعمدته وزواياه هول ما يحمله من قصص وحكايات في حناياه وجنباته . أو ثقل عزائم رجال أقوياء أشداء جمعوا شتات أمة متفرقة إلى شعب قوي أوجد مكانا بين الأمم. متحف قصر المصمك الذي يقع وسط الرياض وأحد أهم معالمها التاريخية لا يدعك تحادثه بل يحادثك عن تاريخه وتاريخ أمته، خصوصا بعدما تحوّل إلى متحف كبير يحكي كل يوم للزائرين من الداخل والخارج بما يحتضنه من كنوز وذخر الأجداد الذين قهروا الأرض الجرد وشادوا قرى ومدنا وتاريخا وحضارة. حينما تزور متحف المصمك يلفت انتباهك اهتمام الزائرين ونهمهم لمعرفة كل شيء عن هذا القصر الشامخ، الذي يستلهمك وكأنه يحادث الأطفال والعائلات عن تاريخ أجدادهم أو تاريخ رجال عظماء عملوا بقلب كبير وهمة عالية لتأسيس الدولة العظيمة. ذكريات وتراث الماضي "الوطن" رصدت خلال تجولها بين أرجاء متحف المصمك عددا من الزوار والعائلات والذين أبدوا اعجابهم وفخرهم لما يشاهدونه من آثار في هذا المتحف، إذ قال محمد الحريبي إن المصمك يعتبر تراثاَ يفتخر به لأنه يحمل بين طياته ذكريات الزمن الماضي، وما قدمته قيادات نذرت نفسها لخدمة هذا البلد، رغم الظروف الصعبة وهذا يجعلنا نشعر بالفخر ونرفع رأسنا دوما وكل الأجيال القادمة. واتفق معه مصطفى إبراهيم أحد السياح المقيمين وأضاف أنه عندما يتجول الزائر بين أرجاء المتحف يشعر بهيبة المكان لما يحمله من بطولات رجال التأسيس والتوحيد وعلى رأسهم الملك عبدالعزيز - رحمه الله – بل تدرك حجم ما بذله العظماء في سبيل توحيد هذه الأمة، وكيف سارت الأمور إلى أن أصبحت المملكة حاليا معلما بارزا يحتضن كل أبناء المسلمين والشعوب الأخرى في جو من التآلف والإخاء. قبلة للزوار والسياح التقت "الوطن" بمدير متحف قصر المصمك ناصر بن عبدالكريم العريفي ليلقي الضوء على طبيعة ما يقدمه المصمك للزوار وحجم الإقبال عليه، فأوضح أن المتحف يعتبر قبلة للزوار المحليين خصوصا يومي الخميس والجمعة والسياح الأجانب للتعرف على تاريخ المملكة ومراحل تطورها. ويقول العريفي إن هناك بعض المواطنين لا يعرفون عن المصمك إلا اسمه، إلا إنهم حينما يزورونه تبهرهم التفاصيل ومراحل التطور التي مر بها تاريخ المملكة العربية السعودية وما يحمله من تراث ومقتنيات وصور للأبطال الذين قادهم الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه لتوحيد المملكة ووضع لبنات الدولة المستقرة. ويضيف أن المتحف تم افتتاحه سنة 1416 وأشرف أمير منطقة الرياض السابق صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز على ترميم المبنى بالكامل وتأهيله وأمر بتغيير العرض القديم، ثم قامت هيئة السياحة والآثار بتغيير العرض القديم بشكل جديد وافتتحه رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز باسم مشروع تطوير العروض المتحفية بمتحف المصمك بتاريخ 10/ 1/ 1433. ويشير العريفي إلى أن هناك فرقا كبيرا بين المتحف في السابق وبين العرض الجديد، مشيرا إلى أن المتحف في عرضه الجديد عوّض النقص الحاصل فيما مضى من المكيفات والكهرباء، وأن التحديث أضاف إليه شكلا رائعا وتطورا ملحوظا، إلى جانب أنه أتاح وسائل التجوّل المريح والسهل لذوي الاحتياجات الخاصة، بناء على توجيهات الأمير سلطان بن سلمان. زيارات الطلاب ويقول العريفي إن المتحف لا يغلق أبوابه حتى في عطل الأسبوع والإجازات الرسمية، ويتيح في فترات الصباح زيارات لطلاب المدارس بمعدل مدرسة واحدة، مبينا أن إدارة المتحف تشترط بألا يتجاوز عدد الطلاب الزائرين من مدرسة واحدة 30 طالباَ، وذلك بهدف تحقيق أكبر قدر من الاستفادة والتعرف على مقتنيات المتحف وتراثه لأن الطلاب يمثلون أجيال المستقبل. تطور نوعي ويفيد مدير المتحف أن عدد الزوار من المواطنين في تزايد مستمر وكذلك السياح الأجانب، وأبدى سعادته لما وصل إليه المتحف من إقبال وتطور، وتابع "إن هيئة السياحة والآثار لها الفضل الأكبر في تطوير المتحف من خلال المتابعة المستمرة من قبل الأمير سلطان بن سلمان"، مشيرا إلى أن إدارة المتحف بصدد معالجة مشكلة الترجمة إلى اللغة الإنجليزية، وأن هناك مختصين في ترجمة العربية إلى الإنجليزية.