بقي الرئيس الفخري لنادي الشباب الأمير خالد بن سلطان كلمة السر والرقم الصعب في مسيرة نادي الشباب خلال السنوات الماضية، وظل الموجه، والمحفز، والداعم الذي ينبض الشباب ويتوهج مسترشداً بتعليماته ووقفاته، ما سهل على هذا الأخير المضي دوماً نحو منصات الذهب على مدى مواسم كثيرة، استكملت هذا الموسم بالبطولة المحلية الأقوى، بطولة دوري زين للمحترفين. ويتفق المراقبون على أن جميع بطولات الشباب تجير لهذا الرجل الذي لم يبخل على النادي بشيء، فحظي منه بدعم مادي ومعنوي سخي أسهم في جعله صديقاً دائماً للبطولات ومنصات التتويج. وتبدو محطات وقوف الأمير خالد بن سلطان مع الشباب ودعمه ومساندته أكثر بكثير من أن تحصى، لكن بعضها شكل في عجالة الأمر محطات ذات دلالات هامة، ليس لحجمها المادي فقط، بل لتأثير دلالاتها على مسيرة النادي في مختلف ألعابه، وفي مقدمتها كرة القدم. ويسجل للأب الروحي للشبابيين وقوفه الدائم مع كل الرؤساء والإدارات التي تعاقبت على الليث بكرم وسخاء كبيرين. ولعل ما يلفت النظر في هذه المحطات تكفل الأمير خالد بن سلطان عام 2006 بكل ما على الشباب من مستحقات مالية سواء كانت محلية أو خارجية، ما مكن النادي من دخول موسم 2006 /2007 خال من الديون، وأعلن الأمير خالد بن سلطان حينها التزامه بتأمين مقدم عقود الجهاز الفني للفريق الكروي الأول، والذي ضم المدرب البرتغالي هومبيرتو كويلهو ومساعده فرانسيسكو راموس ومدرب الحراس الفرنسي جليس بروجنيه، كما تبرع أيضاً براتب شهرين لجميع اللاعبين حتى يدخل الفريق الموسم الجديد دون مطالبات مالية، كما تكفل بسداد جميع التزامات النادي الخارجية المستحقة، وتكفل أيضاً بتكاليف معسكر الفريق الذي أقامه في التشيك تحضيراً للموسم. وفي عام 2007، وضع الأمير خالد بن سلطان حجر الأساس لمشاريع النادي الاستثمارية والتي بلغت كلفتها الإجمالية 200 مليون ريال، وتوقيع عقد استثماري بين إدارة النادي وشركة الحلافي العقارية، يتضمن إنشاء فندق من 14 طابقاً يضم مطعماً دائرياً و(هايبر ماركت) و(مول تجاري) وناديا صحيا ومسجدا وعمارة ضخمة للإيجار السكني والمكتبي، بتكلفة تصل إلى 200 مليون ريال، وهو مشروع يحقق للشباب بعض الاكتفاء الذاتي على المستوى المالي. كما افتتح الأمير خالد كذلك المنشآت الحديثة في النادي ومنها مداخل وممرات النادي، وقاعة كبار الزوار، ومعسكر الفريق، والنادي الراقي، ومباني الإدارة، والملعب الرابع، والمركز الإعلامي، وذلك بحضور الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل. وفي ديسمبر من ذات العام أعلن الأمير خالد بن سلطان عن إنشاء متحف رياضي كبير في مقر النادي. وساهم الأمير خالد قبل ذلك وبعده في التدخل لإنقاذ الشباب من عدد من أزماته المالية الخانقة، ما كفل للنادي التفوق الدائم، كما حرص على مكافأة اللاعبين على إنجازاتهم، مكرساً أهمية التفوق والتفاني لخدمة النادي. ولم يقتصر دور الأمير خالد على الدعم المالي، ورسم الرؤية الاستراتيجية لمستقبل النادي، بل ركز أيضاً على التدخل أحياناً في تفاصيل توطد العلاقة بين جميع اللاعبين، وبين اللاعبين والإدارة أيضاً، حيث سارع عام 2007 إلى رعاية صلح بين اللاعبين حسن معاذ وسعيد لبان، وقال حينها "لا أخفي عليكم بأنني تأثرت كثيراً حين أبلغني الأخ خالد البلطان بحادثة الخلاف بين معاذ ولبان، وأنا من المتشددين دائماً في إعطاء أقسى العقوبات في أي شيء غير أخلاقي، واستغرب أن يرتكب لاعب مثل حسن معاذ خطأً لأنه من الناس الخلوقين والممتازين، وهذا يعني أن غلطة الشاطر بألف، ولهذا طلبت العفو عنه، لكن بعد أن سألت ما إذا كان زميله قد صفح عنه، والحمد لله أن الصفح كان موجوداً، وبهذا تم الصلح". وأضاف "كانت الواقعة بين أخوين وزميلين، ورب ضارة نافعة، وسيتعلمان معاً درساً هو أن الأخلاق هي كل شيء، وأؤكد مرة ثانية أن النادي دائماً لن يتساهل مرة أخرى في مثل هذه الأمور". وكان تدخل الأمير خالد بن سلطان في هذه الحادثة بمثابة درس بالغ التأثير، كرس مفهوم العقاب والمثوبة، وكرس أيضاً التقدير للأخلاق، ولتاريخ اللاعب، ولأهمية صفح المجني عليه في أي قضية. خالد بن سلطان كان يفكر دوماً في مستقبل الشباب وثباته وإيصاله الى مرحلة الإكتفاء الذاتي وهو ماعمل عليه منذ عشرات السنين. ومن المواقف التي يتذكرها الشبابيون جيداً عند بدء الاحتراف في الملاعب السعودية، واستشرافه حينها للمستقبل خصوصاً وأن الليث يعتمد عليه "مادياً وحيداً"، فكانت الخطة الرائعة التي رسمها بمساعدة وتنفيذ الربان الشبابي الماهر وشريك النجاح الأمير خالد بن سعد بالالتفات لمستقبل اللاعبين في الكرة السعودية عندما توجه النادي حينها لجلب مدرسة كروية فرنسية على مستوى فني عال بقيادة الخبير كوراك، وهو الوقت الذي اهتمت فيه الأندية السعودية باللاعبين الجاهزين في تلك المرحلة، ما أنتج نجوماً كثر قادوا الليث إلى منصات تتويج آسيوية وعربية وخليجية ومحلية، ومنهم من لا يزال يساهم في البطولات الحالية أمثال وليد عبدالله، وأحمد عطيف، وحسن معاذ وغيرهم. خالد بن سلطان مجموعة أعضاء شرف في شخص واحد، ورمز اتفق عليه الجميع، خدم الرياضة في وطنه من خلال نادي الشباب، فكان القائد والأب والموجه في الأزمات والأزمان.