الأرقام الصادرة عن الوكالة الدنمركية لحماية الصحة تظهر أنه من أصل حوالي 2800 من مستخدمي حبوب السعادة الجدد من الشباب في عام 2010، حصل أكثر من النصف منهم على تلك الحبوب كوصفة طبية بأمر من الطبيب العائلي. وبحسب تحذيرات أطلقها طبيب نفسي دنمركي فإنه لا ينبغي في الأساس أن يحصل الأطفال والشباب على حبوب السعادة. فهي في معظم الأحيان لا تؤثر في هؤلاء الشباب، وفي المقابل، فإن خطر الانتحار هو أكبر مقارنة بما هي عليه الحال بالنسبة للبالغين الذين قد يستخدمونها أيضاً، كما أن العلم لم يتوصل حتى الآن إلى معرفة ما هي الأضرار التي يمكن لهذه الأدوية أن تلحقها بالدماغ الذي لم يتطور بالشكل بالكامل بعد، خاصة بالنسبة للمراهقين وصغار السن. رئيس جمعية الأطباء الممارسين العامين، هنريك ديبيرن، لا يعتقد بدوره أن هناك ضرورة لأن يصف الأطباء مثل هذه الحبوب للشباب وللمراهقين صغار السن. ويرى أن الحل هو أن هذه المهمة لا ينبغي أن تقع على عاتق الأطباء، مبرراً ذلك بأن العاملين في الحقل الطبي حاولوا في مناسبات مختلفة وعديدة إعطاء التعليمات والتشديد على مسألة الخطر الكامن وراء تعاطي الشباب والمراهقين وحتى كبار السن لهذه النوعية من الحبوب والأدوية، ولكن يبدو من الواضح أننا لا نمتلك القوة اللازمة للقيام بهذه المهمة بالشكل الصحيح، كما يقول، وهو ما يفهم منه أنه دعوة لتولي جهات قضائية وتنفيذية هذه المسؤولية مثل الشرطة. ويرى ديبيرين أن العلاج ينبغي أن يكون الخيار الأول، لافتاً إلى أن التوصية الواضحة للوكالة الدنمركية لحماية الصحة هي أن الخيار الأول بالنسبة للشباب الذين يعانون من الاكتئاب ينبغي أن يكون العلاج، وفقط إذا فشل ذلك، يمكن التفكير في إعطاء حبوب السعادة. ولكن في هذه الحالة، يجب أن يقوم طبيب نفسي بالنظر في حالة المريض - ويجب متابعة الشاب بشكل وثيق. وبحسب ديبيرين فإن التعليمات على ما يبدو لا يتم الالتزام بها، كما يمكن أن يكون من الصعب على الأطباء متابعة العلاجات التي يتلقاها الشباب المصابون بحالات الاكتئاب الشديد. ويضيف: إنها مسألة نحن نحبذ تركها لأولئك الذين هم حقا متخصصون. ثانيا، إذا وصفنا الدواء مثلا في أعقاب إعطاء النصائح والإرشادات اللازمة، يتوجب علينا عندئذ أن نخصص الموارد الضرورية للمتابعة الدورية المنتظمة، ولكنني في المبدأ أنصح زملائي بعدم وصف هذه الأدوية للشباب، لأنهم إذا لم يصفوها لهم، عندئذ لن يتعين عليهم متابعتهم. ويشدد ديبيرين على وجوب التحدث إلى السلطات لحثها على التحرك في هذه القضية وإصدار التعليمات والتوجيهات لهؤلاء الأطباء الممارسين بهدف حل هذه المشكلة التي تتمثل بتخدير الشباب وليس علاجهم من خلال توريطهم في تعاطي حبوب السعادة.