بعد تجربتها الناجحة في العمل مع المساجين الرجال في سجن رومية في لبنان، وبعد نجاح مسرحية "12 لبناني غاضب" التي قدّمها المساجين واستطاعوا من خلالها استقطاب انتباه المعنيين بالمجتمع المدني، تبادر المخرجة والممثلة اللبنانية زينا دكاش بطرح تجربة جديدة وشبيهة لسابقتها، لكن أبطالها هذه المرة من السجينات النساء وليس الرجال ومن داخل سجن بعبدا. تنقل المسرحية الجديدة وهي بعنوان "شهرزاد ببعبدا" ألف حكاية وحكاية من خلال مونولوجات ومشاهد قصيرة من إعداد السجينات أنفسهن، لتركز على صعوبة أن يكون الإنسان "امرأة" تعيش معاناة السجن في المنطقة العربية. ومن خلال هذا العمل المسرحي الذي سيعرض قريباً على خشبة مسرح بني لهذه الغاية داخل أسوار السجن، ستجد النساء مساحة للتعبير عن آرائهن في ظل التطورات المتكاثرة داخل السجون، وسيستفدن من هذه الفرصة لمد جسر يوصل أصواتهن إلى المجتمع المدني بشكل فني وبنّاء. تقول دكاش إن النساء في سجن بعبدا سوف يتحدّثن أيضاً باسم كل الموجودات في سجون النساء الأخرى في لبنان، وسوف ينقلن أيضاً وجهة نظر النساء الموجودات داخل سجنهن النفسي أو سجن الواقع المرير الذي يعيشه كثير من النساء خارج القضبان. وتأمل السجينات أن يحصد عملهن المسرحي النجاح ذاته الذي لاقاه عمل "12 لبناني غاضب" خصوصاً أن الفيلم الوثائقي الذي نتج عنه حصد ثماني جوائز عالمية. يشار إلى أن مسرحية "12 لبناني غاضب"، قدمتها مجموعة من النزلاء في سجن رومية عام 2009. وكانت المسرحية بمثابة حملة توعية من أجل إلغاء عقوبة الإعدام وساهمت في تنفيذ قانون "تنفيذ العقوبات" الذي ينص على خفض عقوبة المحكوم عليه.