تبدأ عروض مسرحية «شهرزاد ببعبدا» في بيروت في ال 18 من أبريل، وهي ليست مسرحية مقتبسة من أي نص مسرحي معروف، ولن تعرض على خشبة مسرح تقليدي، بل هي مسرحية بطلاتها سيدات وراء القضبان، ونصها مستوحى من قصص السجينات اللواتي كتبن فصولها بمعاناتهن، وصاغتها مسرحياً الممثلة زينة دكاش، المعروفة بأدوارها الكوميدية. فبعد نجاح مسرحيتها «12 لبناني غاضب» في العام 2009، وهي أول مسرحية تعد وتعرض داخل سجن في لبنان، وأدى أدوار البطولة فيها عدد من نزلاء سجن رومية، أكبر سجون لبنان، تعيد زينة دكاش رئيسة المركز اللبناني للعلاج بالدراما التجربة. وتقول دكاش لوكالة فرانس برس «سمعت الكثير من القصص، وتوليت الكتابة النهائية. إنه عمل مشترك بينهن وبيني». وهذا العمل الذي تموله مؤسسة دروسوس بالتنسيق مع وزارتي الداخلية والعدل، وبدأ الإعداد له في يوليو 2011، يقع في ساعة ونصف ساعة، ويفتتح في ال 18 من أبريل، ويختتم في ال 11 من مايو، وسيقدم 12 عرضاً في إحدى قاعات سجن بعبدا التي تتسع لخمسين شخصاً. وتقول دكاش «الأحاديث التي يجرينها من خلال هذه النافذة تقشعر لها الأبدان، فالخارج بالنسبة إليهن هو الحرية، هو المكان البعيد المنال». أربعون سجينة أردن المشاركة في المسرحية، ولكن بقي منهن 23. وتتولى 14 التمثيل، فيما أسندت دكاش إلى الأخريات مهمات عدة، من بينها الأزياء، والماكياج، والإضاءة، والسينوغرافيا. وتتراوح أعمار السجينات الممثلات ما بين 19 عاماً وخمسين عاماً. وترى دكاش المنهمكة أيضاً في إعداد فيلم وثائقي عن عملها الجديد في سجن بعبدا أن «العمل في سجن الرجال مغاير عن سجن النساء، فالتجربتان مختلفتان». وتضيف «كانت الصعوبة في رومية أن السجن كبير، ويضم نحو أربعة آلاف سجين، فأي عمل شغب تشهده غرفة من غرفه يؤدي إلى توقيف عملنا، أما في بعبدا فالعمل كان تحت السيطرة أكثر، فالسجن أصغر وعدد السجينات يتراوح ما بين سبعين وثمانين سجينة، لكنه يعتبر مكتظاً نسبة إلى مساحته لأن العدد ضعف ما يجب أن يحتويه». وأظهرت النتائج أن حالات الاكتئاب تراجعت لدى السجناء الذين شاركوا في العلاج بالدراما، وباتوا يرغبون في التأقلم مع العالم الخارجي، وخف شعورهم بانعدام الأمان، وكفّوا عن الاعتقاد أنهم منبوذون، وأدركوا أن عليهم تغيير سلوكهم، لأن مواقفهم العدائية لن تفيدهم.