شددت أنقرة نبرتها حيال نظام الرئيس بشار الأسد بعد تصعيد مفاجئ للتوتر على الحدود التركية السورية ولمحت إلى إمكانية إنشاء منطقة عازلة لاحتواء اللاجئين على الأراضي السورية. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان من الصين حيث يقوم بزيارة "لا تدفعونا إلى حدود قدرتنا. لا نريد أن نفكر بالدخول إلى هناك. لكن إن كانت من جهة قادرة على إجبارنا على قرار كهذا فهو النظام السوري". ونقلت وسائل إعلام تركية هذه التصريحات أمس. وأقر دبلوماسيون أتراك بأن "جميع الخيارات مطروحة" ما يلمح إلى أن تركيا ستبحث عدة سيناريوهات في حال عدم احترام دمشق المهلة لوقف القتال بالكامل غدا عملا بخطة المبعوث الدولي العربي المشترك كوفي عنان. وتؤوي تركيا حاليا حوالى 25 ألف لاجئ فروا من النزاع في سورية وتعرب بانتظام عن قلقها من وصول نازحين إضافيين. وأفادت وسائل إعلام تركية أن قوات الأمن السورية أطلقت النار ليل أول من أمس باتجاه مخيم للاجئين على الحدود في تركيا. وعرضت شبكة "سي ان ان تورك" صورا لرصاص يتم إطلاقه من سلاح رشاش مصدره مبنى لمراقبة الحدود عليه العلم السوري باتجاه الأراضي التركية في منطقة كيليس. وفيما بدأت الآمال تتراجع حيال خطة عنان توقعت المعارضة النيابية التركية "الفوضى" إن قررت تركيا خوض الأزمة السورية وحدها عبر إنشاء منطقة عازلة. فإنشاء منطقة مماثلة يتطلب وجود الجنود الأتراك في سورية، الأمر الذي يثير قلق الصحافة التركية. وقال الكاتب محمد علي بيراند في صحيفة "حرييت ديلي نيوز" إن "الاسم الرسمي لهذا النوع من الأمور هو اجتياح سورية. وفي حال اجتياز مرحلة إضافية سينتهي الأمر بالقول إن سورية وتركيا في حالة حرب". وفي سياق متصل طالبت تركيا بإصدار قرار من الأممالمتحدة يقضي بحماية المدنيين في سورية في ظل استمرار العنف. وقال متحدث باسم الخارجية التركية أمس في أنقرة إن النظام السوري لم يسحب قواته كما وعد من المدن كما أنه ما زال يستخدم أسلحة ثقيلة. وأضاف المتحدث أن العنف كان يجب أن يتوقف بحلول أول من أمس "ولما لم يحدث ذلك فنحن ننتظر وبشكل ملح أن يصدر مجلس الأمن الدولي قرارا يتضمن الإجراءات اللازمة لحماية الشعب السوري".