كشفت تقارير أميركية أن قوات الرئيس بشار الأسد تعتزم الانسحاب من المدن السورية الثائرة، وتسليمها للشبيحة وذلك للالتفاف على خطة المبعوث المشترك كوفي عنان. وذكرت التقارير أن "الشبيحة" سيقومون بدور القوات المسلحة ولكن بدون دبابات أو مدفعية ثقيلة بعد إخلاء قوات الأسد للمدن التي تشهد القدر الأكبر من المظاهرات. وستقوم القوات السورية بتحديد خطوط الإمداد لنقل ذخائر الرشاشات الثقيلة التي سيستخدمها الشبيحة والجنود السوريون الذين سينقلون من وحداتهم إلى جماعات الشبيحة للقيام بالمهمة ذاتها. إلى ذلك حذر قائد الجيش السوري الحرّ العقيد رياض الأسعد في حديث ل"الوطن" أمس من حشد عسكري غير مسبوق لكتائب النظام في حلب تمهيدا لمهاجمة مواقع استراتيجية ومناطق في الشمال السوري، كانت قد أعلنت استقلالها منذ بداية الثورة.
------------------------------------------------------------------------ تعتزم قوات نظام بشار الأسد الانسحاب من المدن السورية التي تشهد عمليات كبيرة وتركها تحت رحمة "الشبيحة"، فيما يتزايد عدد القتلى من المدنيين في المواجهات المستمرة في أنحاء سورية. وقالت الخارجية الأميركية إن تشديد الحملة التي تقوم بها القوات السورية ضد المدنيين "لم يكن أمرا مفاجئا أو مشجعا بطبيعة الحال. فالواضح أن نظام الأسد يبدو مستعدا لاستخدام النافذة الزمنية المتمثلة فيما بقي من وقت لتفعيل خطة المبعوث المشترك كوفي عنان في العاشر من الشهر الحالي، لمواصلة هجومه الوحشي ضد المدنيين". وذكرت تقارير أميركية أن "الشبيحه" سيقومون بدور القوات المسلحة ولكن دون دبابات أو مدفعية ثقيلة بعد إخلاء قوات الأسد للمدن التي تشهد القدر الأكبر من المظاهرات. وستقوم القوات السورية بتحديد خطوط الإمداد لنقل ذخائر الرشاشات الثقيلة التي سيستخدمها الشبيحة والجنود السوريون الذين سينقلون من وحداتهم إلى جماعات الشبيحة للقيام بالمهمة ذاتها. إلى ذلك يبدو من تصريحات المسؤولين الأميركيين أن هناك قرارا بمتابعة مبادرة عنان حتى يتضح ما إذا كانت ستسفر حقا عن وقف القوات السورية لعمليات القتل اليومي. أما إذا لم تلتزم دمشق بالموعد الذي حدده عنان لسحب القوات من المدن ووقف أعمال العنف بصورة كاملة فإن واشنطن ستعود إلى مجلس الأمن "للتشاور مع الأعضاء". وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر "إن عقوبة عدم الالتزام ستكون تشديد العقوبات ضد الأسد ونظامه وإرسال رسالة واضحة لمن حوله بانهم يقفون في الجانب الخاطئ من التاريخ". ويبدو ذلك موازيا لما يتردد في واشنطن من أن إدارة الرئيس باراك أوباما توصلت إلى اتفاق مع موسكو على ما يمكن القيام به في حالة فشل مبادرة عنان. وكانت واشنطن قد امتثلت لرغبة موسكو في متابعة المسار الدبلوماسي مع توفر حسن النوايا لإنجاحه مقابل الاتفاق على موقف مشترك في حالة رفض دمشق القبول بالمبادرة أو محاولة الالتفاف حولها لمواصلة التنكيل بالمدنيين السوريين. الا أن تفصيلات هذا الموقف المشترك لم تعرف على وجه الدقة وإن كان المعروف هو أن أغلب القوى الفاعلة في واشنطن لا تزال تعارض أي عمليات عسكرية تشارك فيها الولاياتالمتحدة ضد النظام. ويبدو المناخ العام في واشنطن مشككا في تطبيق النظام السوري لمبادرة عنان التي وصفت هنا بأنها تشبه "عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين أي مجرد عملية ولكن بلا سلام".