ثلاثة أشهر قضتها "لمى. ف. غ" مع والدها وزوجته كانت كفيلة بأن تضعها ضمن قائمة ضحايا عنف الآباء، حينما تعرضت لإصابات وحروق غيبتها عن الوعي وهي طفلة لم تتعد الخمسة أعوام وبقيت بين الحياة والموت تحت الملاحظة في العناية المركزة بقسم الباطنة بمدينة الملك سعود الطبية، لتسجل كضحية جديدة ضمن ضحايا عنف الآباء. أصيبت لمى بكسر وتورم في الجمجمة ونزيف بالدماغ وكسور وكدمات وجروح في كل أنحاء جسدها، وآثار لحروق إطفاء السجائر بجسدها الصغير، أشارت التحقيقات الأولية في القضية إلى اتهام والدها وزوجته بالتسبب فيها. وعلمت "الوطن" من مصادرها أن والد الطفلة اعترف بأنه كان يضربها لتأديبها على حد زعمه، وأوقف الوالد وزوجته في السجن فيما تتابع دائرة العرض والأخلاق بهيئة التحقيق والادعاء العام في حوطة بني تميم القضية. وأضافت أن لمى حولت بخطاب من شرطة حوطة بني تميم إلى الطب الشرعي بمدينة الملك سعود الطبية بالرياض، وجاء فيه "أن الطفلة لمى أدخلت لمستشفى حوطة بني تميم يوم الجمعة 30/4/ 1433 إثر اعتداء وتعذيب جسدي وتم نقلها إلى مدينة الملك سعود الطبية بالرياض مع موافاتنا بالتقرير عن حالتها وليكن ذلك عاجلا للأهمية". وطالبت والدة لمى في حديثها ل"الوطن" بإيقاع أشد العقوبات على المتسبب في إيذاء ابنتها، سواء كان والدها أو زوجته حتى لو لم تكن تشارك معه، ويكفي أنها سكتت وتسترت على الجريمة، خصوصاً أنها كانت تتصل بها هاتفياً وتهددها بابنتها وأنها ستحرمها منها، وتجعلها تقبل قدميها، وأنها أبلغت شرطة حوطة بني تميم الأربعاء الماضي، و صدمت حينما زارت ابنتها في المستشفى ورأتها في غيبوبة فاقدة للوعي، وأخبرت بالحصول على الملاعق التي كانت تكوى بها وأسلاك الكهرباء التي كانت تضرب بها واعتراف صريح بتعذيبها. وتروي والدة لمى قصتها مع والد ابنتها وكيف أنه ادعى الالتزام والتوبة بعد أن كان مدمنا للمخدرات، ولكن بعد الزواج ظهر لها عكس ذلك وبدا عدوانياً يضربها بقسوة، حتى إنها شارفت على الموت. وقالت إنها طلبت الطلاق وحصلت عليه من محكمة الدمام، والاحتفاظ بابنتها مقابل التنازل عن كافة حقوقها. وأضافت أن القاضي حكم لها بحضانة ابنتها حتى سن السابعة، وأن يتفاهما من أجل مصلحة البنت، إلا أنه لم يرَ ابنته خلال فترة الطلاق سوى 4 مرات، كانت آخرها المرة التي ضربها فيها بعد أن أوصلتها بنفسها لرؤية والدها بعد أن انقطع عنها وكادت تنساه. وكانت الطفلة تطلب منها مشاهدة والدها، ثم ذهبت بابنتها إلى بيته في حوطة بني تميم العام الماضي وبقيت عنده لمدة أسبوع ثم عادت وقبل 3 أشهر أخذتها لزيارته أسبوعين ولكنه رفض إعادتها لها. وقالت آخر كلمة سمعتها منها "أحبك يا أمي وأدعي لك"، إلا أن والدها كان دائما يقول سأنسيها أمها.