نفى استشاري في جراحة القولون والمستقيم أن تكون هناك علاقة بين كثرة تناول اللحوم وزيادة احتمال الإصابة بسرطان القولون، مؤكدا أنه لا يوجد ما يثبت هذا الاعتقاد علميا. وقال الاستشاري في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض الدكتور لؤي الأشعري ل"الوطن" إن الرجال أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم من النساء بحسب ما أظهرته إحصاءات السجل الوطني للأورام في المملكة مبيناً أن معدل الإصابة به في أوساط الذكور تبلغ 6,4 من بين كل 100 ألف رجل في المملكة بينما يصيب 5,6 من بين كل 100 ألف امرأة. وأضاف أن سرطان القولون والمستقيم يحدث في الغالب بعد سن الخمسين بيد أنه قد يظهر قبل ذلك موضحاً أن السرطان يبدأ في البطانة الداخلية للأمعاء الغليظة أو المستقيم وإذا لم يتم علاجه فإنه يبدأ باختراق جدار الأمعاء وبالتالي يصل إلى الغدد اللمفاوية المحيطة ومن المحتمل أن ينتشر إلى الكبد أو الرئتين. ولفت إلى أنه لا تعرف أسباب الإصابة بهذا المرض ولكن توجد بعض العوامل التي تزيد من احتمالية حدوثه ومنها التقدم في العمر ووجود تاريخ مرضي في العائلة والإصابة ببعض أنواع الأمراض الوراثية. وبيّن الدكتور الأشعري أن أعراض سرطان القولون والمستقيم تشمل التغير المفاجئ في عادات إخراج الفضلات، وأكثرها شيوعاً هو ظهور الدم في البراز، ويمكن تشخيص الحالة عبر خضوع المريض للفحص السريري وفحوصات المناظير والأشعة وتحاليل الدم والتي تبين للطبيب المختص مدى انتشار المرض. ولفت إلى أن الجراحة هي الوسيلة العلاجية الرئيسة والتي تتم فيها إزالة الورم، كما يمكن الاستفادة من العلاج الإشعاعي والكيماوي بحسب الحالة المرضية. وقال الدكتور الأشعري إن متوسط مايعالجه مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض من حالات سرطان القولون والمستقيم سنوياً تبلغ نحو 300 حالة من بينها 76% حالات سرطان مستقيم تمت معالجتها بنهج متعدد الاختصاصات. وأشار إلى أن المستشفى التخصصي أنشأ في عام 2000 أول قسم متخصص لعمليات جراحة القولون والمستقيم، وفي عام 2008 انضم قسم الأورام لمنظومة تلك الرعاية التخصصية الفائقة، وأنشئ قسم علم الأورام الطبية وقسم أمراض الجهاز الهضمي وعلاج الأورام بالإشعاع. وفي عام 2009 تم تأسيس الجمعية السعودية لجراحة القولون والمستقيم، كما أطلق المستشفى وحدة متطورة للمناظير الشرجية ومختبر علم وظائف الأعضاء، وعيادة إعادة تدريب المريض للتحكم بعضلات الحوض.