كشف نائب المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور عثمان بن أحمد، أن المستشفى عالج نحو ثلاثة آلاف من مرضى سرطان القولون والمستقيم خلال السنوات العشر الماضية، منها 76 في المئة حالات سرطان مستقيم، تمت معالجتها بنهج متعدد الاختصاصات، مضيفاً أنه على مدى السنوات ال 12 الماضية من عمر المنتدى، شهدت الرعاية الصحية لأمراض القولون والمستقيم في المملكة تغيرات كبيرة. وقال الدكتور عثمان بن أحمد، خلال تدشينه صباح أمس (السبت) حملة وطنية للتوعية بسرطان القولون والمستقيم، شارك فيها لاعب كرة القدم الشهير ماجد عبدالله، إن المستشفى أنشأ عام 2000 أول قسم متخصص لجراحات القولون والمستقيم، وفي عام 2008 انضم قسم الأورام لمنظومة تلك الرعاية التخصصية الفائقة، ثم أُنشئ قسم علم الأورام الطبية وقسم أمراض الجهاز الهضمي وعلاج الأورام بالإشعاع، مضيفاً انه في العام نفسه تم في المستشفى التخصصي تأسيس وحدة علاج القولون والمستقيم التي تعد الوحيدة من نوعها في المملكة والتي تشمل وحدة مفاغرة الأمعاء، ووحدة تشخيص وظائف عضلات الحوض وفتحة الشرج وعلم وظائف الأعضاء، وكذلك مجلس أورام القولون والمستقيم الاستشاري وتطوير إرشاد المرضى في المجال ذاته. وأشار إلى أن التطور بلغ ذروته عام 2011 مع البدء في بناء مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد بسعة 300 سرير مخصصة للأمراض المستعصية، والذي سيجهز بأحدث التقنيات في مجال الرعاية الصحية، ولفت إلى أن المستشفى أدرك أهمية البحوث العلمية الأساسية وأثرها في تنمية الرعاية الصحية، «لذلك أنشأ بنكاً للأنسجة لمساعدة فريق متخصص من مركز الأبحاث في دراسة الصورة الجينية للأورام المتعلقة بمجتمعاتنا المحلية، وذلك باستخدام الأنسجة الدقيقة وتقنية الخلايا الجذعي». من جانبه، قال استشاري جراحة القولون والمستقيم بالمستشفى التخصصي رئيس اللجنة المنظمة الدكتور لؤي الأشعري، إن سرطان القولون والمستقيم يحدث في الغالب بعد سن الخمسين، بيد أنه قد يظهر قبل ذلك، لافتاً إلى أنه أكثر شيوعاً بين الرجال مقارنة بالنساء بنسبة بسيطة، إذ يصيب 6,4 من بين كل 100 ألف رجل في المملكة، بينما يصيب 5,6 من بين كل 100 ألف امرأة بحسب آخر إحصاءات السجل الوطني للأورام. وأضاف ان السرطان يبدأ في البطانة الداخلية للأمعاء الغليظة أو المستقيم، وإذا لم يتم علاجه فإنه يبدأ باختراق جدار الأمعاء، وبالتالي يصل إلى الغدد اللمفاوية المحيطة، ومن المحتمل أن ينتشر إلى الكبد أو الرئتين، لافتاً إلى أنه لا تعرف أسباب الإصابة بهذا المرض «لكن توجد بعض العوامل التي تزيد من احتمال حدوثه ومنها التقدم في العمر ووجود تاريخ مرضي في العائلة، والإصابة ببعض أنواع الأمراض الوراثية»، مؤكداً أنه لم يثبت علمياً وجود علاقة بين كثرة تناول اللحوم وزيادة احتمال الإصابة. وبيّن أن أعراض سرطان القولون والمستقيم تشمل التغير المفاجئ في عادات إخراج الفضلات، وأكثرها شيوعاً ظهور الدم في البراز، «ويمكن تشخيص الحال عبر خضوع المريض للفحص السريري وفحوصات المناظير والأشعة وتحاليل الدم التي تبين للطبيب المختص مدى انتشار المرض». ولفت إلى أن الجراحة هي الوسيلة العلاجية الرئيسة التي تتم فيها إزالة الورم، كما يمكن الاستفادة من العلاج الإشعاعي والكيماوي بحسب الحال المرضية.