استمر وفدا دولتي السودان لمفاوضات أديس أبابا في تبادل الاتهامات بانتهاك أراضي كل منهما. فبينما وجَّه رئيس وفد الجنوب باقان أموم أصابع الاتهام للقوات السودانية بقصف مواقع داخل دولة الجنوب والقيام بعمليات عسكرية برية، نافيا اختراق أي جندي لقوات بلاده للحدود، ردّ المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية الصوارمي خالد سعد بوصف تصريحات أموم بأنها "محاولة للعب على الحبلين"، وأضاف "قوات الجيش الشعبي دخلت بنحو 90 كم في عمليات عسكرية والقيادات السياسية بالجنوب درجت على اتهامنا بقصفها ويمكن لأي شخص أن يتأكد من أننا لم نقم بذلك". من جانبها دعت الوساطة الأفريقية الوفدين إلى التزام التهدئة في المفاوضات الجارية، وطلب رئيس الآلية الأفريقية ثامبو أمبيكي من المفاوضين تقديم مقترحات بشأن تجاوز التوترات الأمنية وحالة الاحتقان، وقال إن الجولة الحالية ليست بالعادية، مشدِّداً على ضرورة الاتفاق على الأجندة المطروحة. وكان الوفد السوداني قد أصدر بياناً بالأمس أكد فيه أن الحوار مع دولة الجنوب هو الخيار الأمثل لمعالجة القضايا كافة والتعايش السلمي بين الشعبين، وقال "حكومتنا لن تألو جهداً في التعامل عبر الآلية الأفريقية لتحقيق هذه الغايات الاستراتيجية رغم الصعاب الجمّة والتضحيات الجسام". وأضاف "رغم الغيوم الكثيفة التي تلبِّد أجواء العلاقة بين الدولتين والظروف غير المواتية من تصعيد عسكري وإعلامي متعمَّد من الطرف الآخر، إلا أننا أتينا بوفد عالي المستوى ومفوَّض بالكامل لمناقشة القضايا كافة موضوع الجولة ووضع المعالجات اللازمة".