من قلب العاصمة الرياض، أحيا مئات الفلسطينيين والسعوديين ذكرى يوم الأرض الفلسطيني، موجهين أنظارهم صوب القدسالمحتلة هناك، حيث محيط المسجد الأقصى الذي يتعرض هذه الأيام إلى أبشع عملية تهويد منذ احتلال فلسطين على يد الكيان الصهيوني، مستغلا انشغال العالم بأحداث الربيع العربي وتبعاته والأزمة السورية. وشكلت مناسبة يوم الأرض، التي يوافق حلولها ال30 من مارس من كل عام، وأحيتها سفارة فلسطين لدى الرياض أمس، فرصة لعودة الأنظار مجددا إلى القضية الفلسطينية التي ظلت طيلة عام مضى القضية رقم 2، بعد أن كانت قضية العرب الأولى لأكثر من 60 عاما. "فلسطينيوالرياض"، الذين توافدوا من شمالها وجنوبها وشرقها وغربها، كانوا بحجم الصمود الذي عبر عنه الفلسطينيون الذين يعيشون تحت وطأة الاحتلال، متحدين خلف شعار "كلنا مقدسيون" في تعبير عن وحدة القضية ووحدة الهم، مرددين شعارات "راجعين لفلسطين.. العيد الجاي بفلسطين". وحظيت المشاركة السعودية في حرب ال48 ضد القوات الإسرائيلية، باهتمام فلسطيني، تمت ترجمته واقعيا وعمليا عبر تكريم 4 من قيادات الجيش السعودي الذين شاركوا في تلك الحرب بأمر من الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، واستشهد منهم من استشهد، وعاد من عاد. وفي ليلة الوفاء، كرمت السفارة الفلسطينية لدى المملكة 4 من تلك القيادات السعودية المشاركة في الحرب ضد الكيان الصهيوني، أحدهم فقط لا يزال على قيد الحياة، هو اللواء إبراهيم المالك، فيما رحل عن هذه الدنيا زملاؤه: اللواء أحمد المنصور، العميد مظلي علي الوهبي، والعميد عبد الله الخزي، وتم تسليم أولادهم وأحفادهم دروعا تكريمية نظير تضحيات آبائهم وأجدادهم. السفير الفلسطيني لدى السعودية جمال الشوبكي، نوه في كلمة له بالاهتمام الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للقضية الفلسطينية، والدعم السياسي والمالي الذي تقدمه المملكة للمؤسسات الفلسطينية لإعانتها على تجاوز تبعات الاحتلال، والدور الذي تلعبه الرياض تجاه القضية الفلسطينية في الأممالمتحدة لتحقيق هدف إقامة الدولة وعاصمتها القدس الشريف. ولم تغب المأساة التي يعيشها السجناء الفلسطينيون في سجون الاحتلال عن مناسبة يوم الأرض، حيث وقف مئات الفلسطينيين والسعوديين المشاركين في المناسبة دقيقةً تضامنا مع الأسيرة الفلسطينية هناء شلبي التي دخلت مرحلة حرجة صباح أمس نتيجة استمرار إضرابها عن الطعام.