دعا المشاركون في منتدى أبها الاستثماري عبر تسع توصيات صدرت في ختام المنتدى أمس الذي استمر يومين لضرورة الإسراع في إنشاء "المنطقة الصناعية الثانية" بمنطقة عسير على مساحة 20 مليون متر مربع لأهميتها في تنمية المنطقة وتحقيق التنوع الاستثماري، وتوفير فرص العمل للشباب السعودي، واستغلال الفرص الاستثمارية الصناعية ذات الجدوى خصوصا في الصناعات التعدينية، وجذب الاستثمارات المحلية والإقليمية والدولية والتقنيات الحديثة إلى المنطقة. وأكدوا على أهمية قيام مجلس المنطقة، وأمانة عسير، بالتعاون مع كل من "هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية، والغرفة التجارية الصناعية بأبها، بوضع خريطة طريق يتم فيها تحديد موعد رسمي لتسليم كامل الأرض إلى "هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية للبدء في تطويرها، مع تحديد موعد من قبل الهيئة للانتهاء من أعمال التطوير، وذلك استغلالا للوفرة والسيولة المالية لدى الدولة حاليا، على أن يقوم مجلس الاستثمار بالمنطقة بعمليات التنسيق ومتابعة تحقيق هذا الأمر من خلال لجنة يقوم بتشكيلها من قبل الجهات المذكورة. ورأى المشاركون ضرورة الاهتمام بالاستثمار الصناعي في المنطقة مشيرين إلى أن الانخفاض الكبير في مساهمة منطقة عسير في إجمالي الاستثمارات الصناعية بالمملكة البالغة نسبة 1% تقربيا، الأمر الذي لا يتناسب مع الفرص الاستثمارية الصناعية أو التعدينية المتوفرة بالمنطقة، أو عدد السكان البالغ نسبته 7.10% من اجمالي السكان، ودعوا لحث صندوق التنمية الصناعية السعودي على زيادة النسبة المخصصة لإقراض المشروعات الصناعية بالمنطقة خلال المرحلة المقبلة، خاصة عند الأخذ بعين الاعتبار مقومات وفرص الاستثمار الصناعي والتعديني المتوافرة بالمنطقة، وكذا توافر الكوادر البشرية السعودية التي يمكن تدريبها للعمل في هذه المشروعات، والأولوية التي منحها الصندوق مؤخرا للمناطق الأقل نموا – ومنها منطقة عسير – لزيادة تسهيلاته الائتمانية لها. وذلك عن طريق تشكيل لجنة من كل من "مجلس الاستثمار والغرفة التجارية الصناعية بأبها"، لتوقيع مذكرة تفاهم مع الصندوق لتحقيق ما تقدم، مع وضع برنامج زمني لتحقيق ذلك. وشددت التوصيات على ضرورة الاهتمام بقطاع الصناعات التعدينية، وجاء في البيان أن تميز منطقة عسير بتوافر خامات ومواقع تعدينية متنوعة باحتياطيات مناسبة، يجعل هناك ضرورة لزيادة الاهتمام وتنمية هذه الصناعة، واستغلال الفرص الاستثمارية الواعدة بها، وعليه فإن هناك ضرورة لتنمية هذا القطاع بالكشف عن الفرص الاستثمارية المبتكرة ذات العلاقة وتدريب العمالة الوطنية للعمل في هذا النشاط بالاستفادة من الخبرات الدولية، ويعزز هذا التوجه إبرام اتفاق تعاون بين الغرفة التجارية الصناعية بأبها وكل من "مركز تكنولوجيا الرخام والمحاجر، ومجلس التكنولوجيا والابتكار" التابعين لوزارة التجارة والصناعة المصرية، اللذين يقدمان خدماتهما في هذا المجال لمنطقة الشرق الأوسط (بتعاون وإشراف من منظمات الأممالمتحدة)، بهدف إنشاء حاضنة أعمال في المجال التعديني بالمنطقة، وتوفير مركز تدريب تعديني متخصص للموارد البشرية الوطنية. وقال البيان إنه بالرغم من تميز منطقة عسير باحتياطيات كبيرة من المعادن الفلزية واللا فلزية بما يترتب عليه وجود العديد من الفرص الاستثمارية المجدية، إلا أن عدد التراخيص الممنوحة من قبل وكالة الوزارة للثروة المعدنية لإقامة مشروعات تعدينية بالمنطقة قائمة بلغ نحو 19 موقعا فقط وهذا العدد متواضع كثيرا عن إمكانية المنطقة التعدينية. وعليه هناك أهمية لحث وكالة الوزارة على تسهيل إجراءات منح استغلال المواقع التعدينية سواء الاستكشافية أو استغلال المواقع المقترحة وذلك عن طريق إبرام اتفاق في هذا الصدد بين مجلس الاستثمار بمنطقة عسير ووكالة الوزارة للثروة المعدنية. وتطرقت التوصيات للأهمية البالغة لتنمية ساحل عسير، بمشاركة بين القطاعين العام والخاص، وما لذلك من انعكاسات إيجابية على القطاع السياحي بالمنطقة، ودعا البيان الغرفة التجارية الصناعية بأبها للعمل بالتعاون مع أمانة منطقة عسير على تأسيس شركة للاستثمار والتطوير وسط أبها وجزء من ساحل المنطقة وذلك تحت مظلة الغرفة. كما دعا للعمل على الاستفادة بنسبة أكبر من الجهود المميزة التي تبذلها الهيئة العامة للاستثمار للترويج للمنطقة محليا وخارجيا خاصة بالنسبة للمشروعات الاستراتيجية والكبرى في كافة المجالات التي يتم تأسيسها بالمنطقة، ووضع آلية لتحقيق ذلك بالتعاون مع الغرفة التجارية بأبها، مع الأخذ في الاعتبار إعداد الهيئة دراسات خاصة بتنافسية المنطقة ووضع آلية لاستفادة القطاع الخاص منها. ودعا لزيادة الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص في المجالين السياحي والزراعي عن طريق قيام الغرفة التجارية الصناعية بأبها بحث القطاع الخاص على الاستفادة من عمليات إدارة وتشغيل المتنزهات العامة بالمنطقة، خاصة مع التحسن الذي طرأ على فترة الاستغلال الممنوح من قبل وزارة الزراعة للمستفيدين من 25 إلى 50 سنة على أن يتم إعداد الدراسات اللازمة لذلك بشراكة بين وزارة الزراعة والغرفة. واعتبر البيان أن الميزات الطبيعية المتوافرة بالمنطقة من بيئة وطقس علاجيين، مع وجود كلية الطب البشري التابعة لجامعة الملك خالد وكذا المعهد الصحي اللذين يوفران كوادر بشرية سعودية متخصصة على مسصصتوى رفيع في المجال الطبي، من المقومات التي تؤهل عسير لأن تصبح مركزا طبيا وعلاجيا عالميا. ..ودعوة للاستثمار السياحي ناقش المشاركون في ختام فعاليات منتدى أبها الاستثماري أمس والذي استمر يومين سبل تعزيز الاستثمار السياحي في منطقة عسير وذلك على مدار جلستين بعنوان"عسير الريادة والتنوع الاستثماري"، وذلك بعد أن ناقش المشاركون في اليوم الأول على مدار ثلاث جلسات سبل النهوض بالاستثمار الصناعي وخصوصا الاستثمار في الصناعات التعدينية لتوفر المواد الخام بالمنطقة. وركز المشاركون مناقشاتهم أمس حول رؤية تحويل منطقة عسير - التي تتمتع بالازدهار السياحي - إلى وجهة متميزة للاستثمار في شتى المجالات، من خلال استغلال الفرص الاستثمارية الواعدة والمتنوعة لجذب أكبر عدد من المستثمرين المحليين والإقليميين والدوليين إليها، وذلك من خلال 3 محاور أساسية شملت: مستقبل القطاعات الاستثمارية بمنطقة عسير، وتنمية المبادرات الاستثمارية، والقدرات التنافسية المتوافرة بالمنطقة.