قال المراسلان الفرنسيان أديت بوفييه ووليام دانييلز بعد فرارهما من حي بابا عمرو في حمص، إن القوات السورية استهدفت الصحفيين "بشكل مباشر" في المدينة. ونقلت صحيفة "لوفيجارو" عن الصحفيين بعد عودتهما إلى باريس أول من أمس "وقعت خمسة انفجارات متتالية على الأقل وبفاصل زمني قصير. كان لدينا بالفعل شعور بأننا مستهدفون بشكل مباشر". وأدى القصف الذي حدث في 22 فبراير في منطقة بابا عمرو في حمص إلى مقتل مراسلة "صنداي تايمز" ماري كولفن والمصور الفرنسي ريمي أولشيك، وجرح بوفييه والمصور البريطاني بول كونروي. وأصيبت بوفييه بعدة كسور في ساقها من قصف على مركز صحفي أعد في بابا عمرو. وقام ناشطون بتهريب بوفييه (31 عاما) ودانييلز (34 عاما) من سورية إلى بيروت. وقد عبر أقرباء الصحافيين والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن شكره لهؤلاء الناشطين عند وصولهما إلى قاعدة جوية قرب باريس. وقدم الصحفيان في حديثهما للصحيفة التي يعملان لحسابها، عرضا لوقائع الأيام التسعة التي أمضياها في حمص بين 21 فبراير والأول من مارس. وقالا كما نقلت عنهما الصحيفة إن "الناشطين السوريين معتادون على عمليات القصف وأدركوا الخطر فورا. قالوا لنا عليكم مغادرة المكان فورا". وكانت ماري كولفن وريمي اوشليك أول الخارجين لكن صاروخا سقط أمام مركز الصحافة. ونقلت الصحيفة عن بوفييه ودانييلز أن "الانفجار كان رهيبا. كانت ماري كولفن وريمي أوشليك عند النقطة التي سقط فيها الصاروخ تقريبا. وقد قتلا على الفور". وعندها باتت بوفييه عاجزة عن تحريك قدميها جراء إصابتها بالقصف. وقالت "صرخت"، فقام مسلحو الجيش السوري الحر بنقل الصحافيين إلى مستشفى ميداني ثم إلى منزل في حي بابا عمرو. وعلق الصحافيان الجريحان لأيام حتى بعد أن تمكن الجيش السوري الحر من نقل الصحافي البريطاني كونروي وزميله الإسباني خافيير اسبينوزا إلى خارج البلاد وإدخالهما إلى لبنان. وقالت بوفييه "لم نعرف أي شيء هل كان الطريق مغلقا؟ هل كانت القوات السورية مقبلة؟ كنت أريد الهرب فعلا قبل أن أتذكر في كل مرة أنني لا أستطيع التحرك". ولم يكشف الصحافيان الطريق الذي سلكاه بعد ذلك لكنهما قالا إنهما كانا بحماية سكان في المنطقة "على الرغم من المخاطر".