قبل أكثر من أربع سنوات توجهت خديجة ذات ال19 ربيعا من عمرها إلى المستشفى العسكري في تبوك ماشية على قدميها بقصد العلاج من مرض الأنيميا المنجلية الذي تعاني منه لتتلقى العلاج الأولي فأعطيت حقنة في كتفها، وما إن انتشرت في جسدها حتى شلت أطرافها الأربعة تماما، لتعود بعد محاولات يائسة لإنقاذها من قبل المستشفى إلى منزلها وهي معاقة إعاقة رباعية ألزمتها السرير منذ ذلك الوقت. ويقول والد الفتاة: طرقت كل الأبواب لتحويل ابنتي إلى أحد المستشفيات المتقدمة إلا أن الأبواب أوصدت في وجهي رغم أن لدي أمر من سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز رحمه الله قبل وفاته بمعالجة ابنتي في مستشفى الملك فيصل التخصصي، ولدي أيضا تحويل إلى المستشفى العسكري في الرياض إلا أن أحدا لم يساعدني في إيجاد سرير لها طوال أربع سنوات، وهي ما زالت في قائمة الانتظار إلى حين توفر سرير!. ويضيف والد الفتاة خديجة أنه سبق أن طالب بالتحقيق في هذا الخطأ الطبي، مشيراً إلى أنه شكلت لجنة لهذا الأمر وثبتت إدانة الطبيب المعالج إلا أنه فوجئ بعدم معاقبته ولم يحصل لابنته على أي تعويض وتم "تمييع" القضية- حسب وصفه -. ويطالب الأب بإعادة التحقيق مرة أخرى من قبل لجنة محايدة لا يدخل فيها أي من أطراف اللجنة السابقة. وفي هذا السياق ذكر الناطق الإعلامي لصحة تبوك عودة العطوي في تصريح إلى "الوطن" أنه بإمكان ولي أمر الفتاة "خديجة" أن يتقدم إلى اللجنة الطبية الشرعية في المنطقة من خلال المستشفى الذي وقع فيه الخطأ الطبي بطلب التحقيق مع الطبيب المتسبب في إعاقتها والفيصل في هذا الأمر هو ما تقرره اللجنة بخصوص حالتها وأسباب إعاقتها. خديجة تحدثت إلى "الوطن" بنبرات يائسة وقالت إنها تحلم بنقلها إلى مستشفى متخصص في مثل حالتها الصحية لكونها تشعر بأن الأمل مازال موجوداً، وهي تستغرب الآن كيف أمضت 19 عاما من عمرها وهي تمشي على قدميها وتسببت هذه الحقنة الصغيرة في إعاقتها كليا عن الحركة. وتناشد " خديجة " المسؤولين بإعادة النظر في وضعها المأساوي، بعد أن أتعبت وأشقت والديها وتتمنى يوما من الأيام أن تشفى وتستطيع الحركة حتى تعود لخدمتهما وهذا أقصى ما تتمناه. والدة خديجة أكدت أن ابنتها لا تتلقى أي إعانة إلا من جهة واحدة وهي الرعاية الاجتماعية، عبارة عن 800 ريال فقط، لا تكاد تكفي لجزء بسيط من متطلبات رعايتها اليومية. وتطالب والدة خديجة بضرورة زيارة الجهة المسؤولة في التأهيل الشامل لابنتها للوقوف على حالتها ومنحها استحقاقاتها أسوةً بمثيلاتها من ذوي الاحتياجات الخاصة. من جهته ذكر مدير مكتب الرعاية الاجتماعية في منطقة تبوك أحمد الجوهري أن الفتاة خديجة لم يكن لها ملف لديهم في تبوك على الرغم من أنه يصرف لها مخصص شهري من قبل الرعاية الاجتماعية في أبها، وتم تحويل الصرف إلى تبوك مؤخراً لكونها تقيم في تبوك حالياً، وسينظر في إعادة الكشف الطبي مرة أخرى عليها عن طريق مركز التأهيل الشامل في المنطقة لإعادة تقييم مرتبها الشهري مرة أخرى حسب حالة الإعاقة التي تعاني منها.