تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تبدأ بعد غد الأحد، أعمال المنتدى والمعرض الدولي للبيئة والتنمية المستدامة الخليجي الثالث تحت عنوان" الاقتصاد الأخضر، المسؤولية الاجتماعية "، والذي يستمر ثلاثة أيام في فندق هيلتون جدة. ويشارك في المنتدى الذي تشرف عليه الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة وتنظمه جمعية البيئة السعودية، ألف شخصية بيئية واقتصادية ما بين وزراء، يشاركون لأول مرة، إضافة إلى 50 متحدثا عالميا ومحليا وصانع قرار من المتخصصين والمهتمين والباحثين في مجالي البيئة والتنمية المستدامة، وعدد من المنظمات المحلية والإقليمية والدولية المتخصصة، لمناقشة الأوضاع والمستجدات البيئية التي يشهدها العالم. ويعلن المنتدى ولأول مرة أربع جوائز في مجال البيئة هي جائزة الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز للمسؤولية الاجتماعية للشركات، وجائزته لحماية البيئة، إلى جانب جائزة الخليج للشباب، وجائزة سموه للإعلام البيئي. ويتطرق المنتدى إلى عناصر رئيسية منها الاقتصاد الأخضر والطاقة المتجددة بأنواعها شمسية ونووية وطاقة الرياح من حيث الإنتاج والاستعمال، إضافة إلى إدارة النفايات البلدية والخطرة والصناعية والطبية والنفايات الإلكترونية، والعمل على إعادة التدوير وتحويل النفايات إلى طاقة، إلى جانب استعراض الجهود المبذولة من أجل حل أزمة المياه والتي ترتكز على تقنيات البيئة - الهواء والبحر، وحماية المناخ، وتبريد المناطق وحفظ الطاقة، ومعالجة النفايات والصرف الصحي. ورفع الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة رئيس المنتدى الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز، الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين، على رعايته للمنتدى الخليجي العالمي الذي يجمع العلماء والبارزين من مختلف دول العالم من أجل البيئة ويناقش واحداً من أهم الموضوعات "الاقتصاد الأخضر والمسؤولية الاجتماعية". وقال: إن منتدى البيئة والتنمية المستدامة الثالث يأتي استشعاراً من المملكة بأهمية البيئة والمخاطر التي تتعرض لها في الوقت الذي تشهد فيه المملكة نمواً متسارعاً في مجالات التنمية والانطلاق بثبات إلى أن تكون في مصاف الدول المتقدمة من خلال تنفيذ الإستراتيجية البيئية والتوجه نحو الشعار الذي رفعته "بيئتي علم أخضر وطن أخضر". وشدد الأمير تركي بن ناصر على أن الدول إذا لم تتخذ سياسات وإجراءات وممارسات عاجلة فعالة فسوف يتعرض كوكب الأرض ومستقبل الحضارة البشرية للمزيد من الكوارث والأخطار، موضحا أن دول الخليج تحاول من خلال المنتدى أن تصل إلى آليات تجمعها من أجل هدف وغاية واحدة. وأضاف: إن عام 2012 سوف يشهد مرور عشرين عاما على مؤتمر قمة الأرض التاريخي، حيث يجتمع قادة العالم مرة أخرى في ريو دي جانيرو لضمان تجديد الالتزام السياسي لتحقيق التنمية المستدامة وتقييم التقدم المحرز في تنفيذ الثغرات، والتصدي للتحديات الجديدة والناشئة. وأكد على ضرورة تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص وضمان السياسات المالية الراسخة لدعم التحول إلى اقتصاد أخضر في المجتمعات الخليجية، مفيدا أن المنتدى سوف يتطرق إلى ظاهرة التغير المناخي والاحتباس الحراري التي تعد من القضايا العالمية الساخنة حاليا، وأصبحت حقيقة علمية مؤلمة لم تعد تقبل التشكيك، خصوصاً بعد الكوارث الطبيعية المتزايدة للكثير من الدول والمجتمعات من سيول وفيضانات وأعاصير وموجات جفاف وحرائق غابات واختلال في الطقس حول العالم وارتفاع في درجات حرارة الأرض عن معدلها الطبيعي. ودعا الأمير تركي بن ناصر، إلى وضع إستراتيجيات وطنية وإقليمية للدول الخليجية والعربية من أجل استخدام كفاءة الطاقة والطاقة الأنظف والطاقة المتجددة والسعي لوضع سياسة صناعية وطنية توفر إطاراً مؤسسياً وتنظيمياً مؤتياً للصناعات المنخفضة الكربون والقدرات البحثية والتطويرية، والاستفادة من الجدوى الاقتصادية لتسخين المياه بالطاقة الشمسية، موضحا أن المملكة تعمل اليوم مع جيرانها في الدول الخليجية وكذلك الدول العربية من أجل ترسيخ مفاهيم الاقتصاد الأخضر وتطبيقات الطاقة النظيفة والمتجددة من أجل بيئة تخدم الأجيال القادمة دون منغصات حياتية للإنسان والأرض. من جهته، أكد المدير التنفيذي لجمعية البيئة السعودية الأمير نواف بن ناصر بن عبدالعزيز، على أهمية انعقاد أعمال المنتدى والمعرض الدولي للبيئة والتنمية المستدامة الخليجي الثالث بعنوان "الاقتصاد الأخضر والمسؤولية الاجتماعية". وأكد الأمير نواف بن ناصر، أن المملكة بدأت في السعي نحو تطبيقات مفاهيم الاقتصاد الأخضر وتحويل المدن السعودية تدريجياً إلى مدن خضراء تحمي البيئة وتصون مواردها وفق مراحل وخطط وإستراتيجيات تنفذ من قبل قطاعات الدولة، مشيراً إلى أن رعاية خادم الحرمين الشريفين وموافقته الكريمة على إقامة المنتدى تجسد اهتمامه ودعمه المتواصل للعمل البيئي من أجل غرس مفهوم الثقافة البيئية لدى جميع القطاعات وشرائح المجتمع وتحويل البيئة السعودية إلى بيئة خضراء تحمي الأرض والوطن وأبناءه. وأشار إلى أن برنامج الحس البيئي الذي تتبناه الجمعية، يتم تنفيذه بشراكة مع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، ووزارة التربية والتعليم، والأكاديمية الأميركية للتعليم، وسيتم تسجيل هذه المبادرة في سجلات ومنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة "اليونسكو" بمجرد الانتهاء من تطبيقه؛ ليكون أول برنامج سعودي عالمي لحماية البيئة وإنشاء مدارس للحس البيئي بشعار بيئتي " علم أخضر وطن أخضر ". وقال إن المنتدى سيتطرق إلى محاور تشغل العالم مثل قضايا الاستثمار لمشروعات البناء الأخضر، وبنية النقل التحتية في دول مجلس التعاون الخليجي، من خلال حماية البيئة وفرص التمويل، وإدماج الاستدامة في المشروعات الكبرى، وتحقيق التوازن، ويعد من أبرز المنتديات التي تبحث في مصير الإنسان كهدف ورسالة وحماية الأجيال القادمة من خطر وشيك قد يقع لهم في المستقبل. إلى ذلك، أكدت عضوة مجلس الإدارة ونائبة المدير التنفيذي للجمعية السعودية للبيئة، الأستاذة المساعدة بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، المتحدثة الرسمية باسم المنتدى الدكتورة ماجدة أبو راس، أن التحول إلى تطبيقات الاقتصاد الأخضر سوف يحقق معدل نمو أعلى، والتحول الشامل إلى الاقتصاد الأخضر من شأنه تحقيق دخل أعلى للفرد مقارنة بنظيره في ظل النماذج الاقتصادية الحالية مع تقليل البصمة البيئية بنسبة 50 % تقريبا في عام 2050، بالمقارنة بنهج العمل المعتاد وسيكون مطلوبا من الاستثمار، الذي يموله الحد من الدعم الضار والقيام بإعادة بناء مهارات بعض قطاعات قوى العمل العالمية وإعادة تدريبها لضمان انتقال عادل ومقبول اجتماعيا. وأوضحت أبو راس أن المنتدى والمعرض الدولي للبيئة والتنمية المستدامة "GEF" سيوفران منصة عمل فريدة من نوعها لخبراء الصناعة في مجال إدارة النفايات، والطاقة المتجددة والمياه ومياه الصرف الصحي لإثبات خبرتهم والقيام بدور نشط في إقامة منطقة مستدامة ومسؤولة بيئيا للأجيال القادمة من خلال المعرض المقام على هامش المنتدى الذي يتوقع أن يزوره 3 آلاف زائر ومتخصص وأكثر من 100عارض من القطاعات العامة والخاصة ذات العلاقة بالبيئة، وكذلك القطاعات الخاصة التي تخدم العمل البيئي في إطار المسؤولية الاجتماعية، وسيقام المعرض على مساحة 3 آلاف متر مربع.