أثبتت الأبحاث الحديثة أن زراعة خلايا البنكرياس في الوريد الكبدي والتي تعمل على عودة إفراز الأنسولين وتنظيم مستوى السكري مكنت المرضى من الاستغناء الكامل عن حقن الأنسولين في 70% من الحالات المرضية التي عولجت بزراعة خلايا البنكرياس في السنة الأولى، كما أن المرضى الذين استعملوا حقن أنسولين استعملوها بكميات أقل من السابق أي قبل الزراعة وكذلك نسبة هبوط السكر كانت بنسبة أقل. وفقا لما كشفه أمس رئيس قسم الأبحاث في مدينة الأمل في لوس أنجلوس في الولاياتالمتحدة البروفيسور فؤاد قنديل الذي كان يتحدث في الجلسة العلمية الأولى لليوم الثاني في مؤتمر الطائف الوطني لداء السكري السادس. وأضاف قنديل أن المضاعفات الناتجة عن السكر تحسنت أو لم تزد بالإضافة إلى تحسن وظائف القلب والأوعية الدموية وكذلك نقص في نوبات انخفاض السكر، معتبرا أن النوع الأول من السكري من الأمراض الوراثية والمناعية والتي تؤدي في النهاية إلى فقدان البنكرياس لإفراز الأنسولين ومن ثم يمكن الاستعاضة باستعمال حقن الأنسولين يوميا ولكن استعمال حقن الأنسولين تؤدي في معظم الأحيان إلى ضبط مستوى السكر كما كان قبل المرض ومنع مضاعفات السكري المعروفة مثل الفشل الكلوي والقدم السكري وغيرها وكذلك وقف التفاعلات المناعية. وقال إنه للأسف توجد العديد من العقبات أمام الانتشار الواسع لزراعة خلايا البنكرياس وتتمثل في عدم كفاية الخلايا أو انعدام الوظائف بعد عدة سنوات والحاجة إلى استعمال الأدوية المثبطة للمناعة وعدم توفر كميات من الخلايا من المتبرعين، مؤكدا أن استعمال الأدوية الحديثة المثبطة للمناعة ساهم في بقاء المرضى بدون استعمال الأنسولين لمدة تقارب 5-6 سنوات بعد الزراعة في حوالي 41%-61% من المرضى. وأشار إلى أن استعمال الخلايا الجذعية يشكل اتجاه جديد في العلاج بالخلايا والتي يمكن الاستغناء عن خلايا البنكرياس والبنكرياس الكامل، حيث تعتبر الخلايا الجذعية اكتشافا جديدا وثورة علمية طورت سنة 1988، ولكن توجد عدة عقبات تواجه نجاح زراعة الخلايا في الوقت الحاضر تتمثل بوجود كميات نقية قليلة بدون شوائب من الخلايا الجذعية في الأنسجة وعدم التمكن من إنتاج كميات تجارية في المعامل حتى الآن.