إذا وقفت على أرض مستوية ومعك مجموعة من الناس ثم صعدت على حجر فستكون الأكثر قدرة على الاطلاع والاكتشاف، وقد يقودك ذلك إلى لون من الإبداع، وهنا أتساءل، وما الإبداع؟ وكيف نكون مبدعين؟ الإبداع هو أن تنتج أفكارا جديدة.. أن ترى ما لا يراه الآخرون.. أن ترى المألوف بطريقة غير مألوفة. وبالرغم من تعدد تعريفات الإبداع ومنها ما هو مطلق وعام، فإنها اتفقت وانتهت إلى أن أبرز شروط العمل الإبداعي هو الجدة والحداثة، أي أن تكون الفكرة أو الوسيلة أو العمل أو المادة المصنعة جديدة وغير مسبوقة، وإن انطلقت أو تجمعت من أفكار أو وسائل أو أعمال أو مواد موجودة فعليا، فالعبرة في وصف الإبداع في نتيجة العمل أو الفكرة المقدمة لا في مكوناتها التي قامت عليها فحسب. حتى تكون مبدعا لا بد أن تكون لديك ثقة بنفسك.. حتى تكون مبدعا لا بد أن تكون على درجة من التأهيل والمعرفة في المجال الذي تطمح أن تكون مبدعا فيه، ولكي تكون لديك القدرة على تنفيذ أفكارك الإبداعية لا بد أن تكون لديك القدرة على استنباط الأمور.. حتى تكون مبدعا لا بد أن تملك علاقات اجتماعيه جيدة.. حتى تكون مبدعا لا بد أن تكون جريئا وقادرا على تحمل المخاطرة. نحن هنا لا نتحدث عن الفرد المبدع فقط بل عن المنظمة المبدعة أيضا، فالتنافس الشديد والمتزايد يوجب على منظماتنا العربية أن تكون مبدعة بحق. أشارت دراسة حديثه إلى أن كفاءة القادة داخل المنظمات ضعيفة، علاوة على ذلك فإن قادة الأعمال يخنقون الإبداع، والابتكار، ويمنعون الطرق الجديدة لإجراء الأعمال، وهذا لأنهم لا يحبذون المخاطرة ويركزون فقط على بقائهم الشخصي وهذه قد تكون من المعوقات أمام منظماتنا في بيئة الأعمال كي تكون منظمات مبدعة في إنتاجها وتسويقها ومواردها البشرية وتمويلها وفي إدارتها للمعرفة. الإبداع يحتاج إلى شجاعة عند تقديم أفكار لم يتم طرحها من قبل، وقد يكون لدينا الكثير من المبدعين ولكنهم يحتاجون فقط إلى تدعيم الدافع الذاتي لديهم من قبل مديريهم وقادتهم في العمل. إن تشجيع الموظفين يُبرز الإبداع فالإبداع حقيقة يُدعم حينما يهتم به قادة المنظمة، ولذا فإن عليهم أن يضعوا نظاما أو قيما تنظيمية مترسخة لتقدير المجهودات الإبداعية واعتبار أن العمل والمنتج المبدع هو قمة الأولويات. سئل أحد النحاتين كيف يُبدع في هذه النماذج المتقنة؟ فقال: إنني لا أخلق من العدم ولكني اكتشف ما هو موجود أصلا.. في النهاية.. كل فكرة تولد.. دعها تنمو وتكبر ما دامت في الاتجاه الصحيح.. لنكن مبدعين بالتعرف على شفرات الإبداع في منظماتنا في مختلف المجالات، وكم استطاعت المنظمات المبدعة أن تضمن لنفسها ليس فقط البقاء وإنما التوسع والنمو. وهذه هي المهمة الكبرى الملقاة على عواتق قادة الأعمال في منظماتنا العربية، فهل ينهضون بها؟ نادية العنزي جامعة القصيم