قال الصحفي يحيى مفرح زريقان "إن تغييب الجانب الثقافي من هويتنا الاجتماعية خطأ تاريخي لا يغتفر لا سيما أن الشعوب التي سبقتنا وعاشت معنا رسمت صورتها الذهنية للآخرين بواسطة فنونها وثقافتها". وأضاف زريقان في الندوة التي نظمها فرع جمعية الثقافة والفنون بجازان مساءَ أول من أمس عن الموروث الشعبي بين المحافظة والتجديد أنه في عام 1983 تقدمت اليونسكو بطلب للمؤسسات المعنية للحصول على نماذج وصور من الموروث الغنائي السعودي وحتى اللحظة لم يتحقق شيء، مؤكدا أن الرهان في الوقت الحالي هو على الخطاب الثقافي والفني وإذا لم تستغل أجهزة الدولة المعنية بالفنون والثقافة الظرف الاجتماعي والمناخ الإيجابي والإمكانات غير المحدودة لإعادة صياغة خطابنا الفني والثقافي بما يتسق مع ما وصلنا إليه فلن تتكرر هذه الفرصة مرة أخرى. جاء ذلك خلال الندوة التي شارك فيها كل من إبراهيم مفتاح وأحمد السيد عطيف وعبدالرحمن موكلي وعيسى غزاوي. وتحدث مفتاح عن الموروث الفرساني وقدم نماذج للأهازيج والدانات الفرسانية، مشيرا إلى أن إيقاعات المعاصرة التي نعيش تحولاتها من طغيان للمادية أفسدت التراث ولاستعادة موروثنا علينا الحد من ذلك الطغيان لإيقاعات العصر المتسارعة. وعن اتساع الرقعة المكانية لموروث جازان الفني، قال الموكلي "إن الزمان متعدد في الفلكلور فكل ما يؤدى في النهار يسمى رقصات كالربش والسيف والعرضة وذات إيقاع سريع أما ما يؤدى في الليل فتسمى ألعاب كالمعشى والزيفة وإيقاعها بطيء، مشيرا إلى أن القرى الواقعة على ضفاف أودية جازان لها فنونها الخاصة وجوهر تلك الفنون فن العزاوي. أحمد السيد عطيف قال "إننا نعاني إشكالا مع المصطلح الذي نريد إطلاقه على الموروث فإن سميناه ثقافة فبالأمس افتتحنا وزارة للثقافة وإن سميناها فنونا فالفنون حرام، مؤكدا على أن الفنون ليست خطيرة وأن الإيقاعات شيء روحي وهي زمن الإنسان الحقيقي نضبط عليها أرواحنا وأجسادنا. وأردف أن الرجل والمرأة ممثلان في الإيقاعات من خلال الزير والصحفة، مؤكدا أن إنسان جازان إحساسه مرهف؛ فلديه 6 إيقاعات، بينما عرض الفنان عيسى غزاوي ألوانا من التراث الفني الشعبي لمنطقة جازان.