تواجه سيدات متزوجات معاناة مع حمل أطفالهن على أكتافهن أو دفعهم بالعربات أثناء التسوق في الوقت الذي يرفض بعض الأزواج مساعدتهن في ذلك ويرون أنه انتقاص من شخصية الرجل، فيما أكدت متخصصة بعلم الاجتماع أن التسوق بصحبة الأطفال مهمة شاقة وغير مجدية إلا إذا كانت هناك ضرورة ملحة من اصطحابهم، كعدم وجود أشخاص موثوقين ليترك الطفل في رعايتهم أثناء غياب الأم للتسوق. يرى عبدالرحمن الذبياني أن تسوق الزوجة بمفردها دون اصطحاب الأطفال يمنحها فرصة اختيار حاجياتها دون عجلة، وأشار الذبياني إلى أن متابعة الأبناء عند اصطحابهم إلى الأسواق مهمة تقع على عاتق الزوج ومشاركة وجدانية منه لزوجته وتقوية لروابط الألفة والمحبة بينهما. وقال تركي السريحي إن تذمر أطفاله وبكاءهم خلال التسوق ورغبتهم بشراء ما يجذب انتباههم يؤدي إلى تذمر زوجته ويدفعها إلى الخروج من السوق قبل أن تنتهي من عملية تسوقها مما يضطرها للعودة للسوق مرة أخرى لإكمال المتبقي من المشتريات. وقال على الشاطري إنه عندما يحمل ابنه يشعر بالسعادة وقت تسوق الأسرة وليس هناك ما يعيب الأمر خاصة أن النساء بحاجة للتروي والهدوء وقت التسوق، وبين الشاطري أنه يشاهد بعض المتسوقين يُحمل الزوجة مسؤولية حمل الابن والمشتريات مما يحملها أعباء إضافية. وقالت أم ناصر إن زوجها يرفض حمل طفلها الرضيع أثناء التسوق ويرى أن ذلك مُعيب ويخدش رجولته مما دفعها لوضع رضيعها عند والدتها، وبينت أم ناصر أن زوجها يتذمر عندما يشاهد رجلا يحمل ابنه وقت التسوق منتقصاً من شخصية ذلك الرجل، وأشارت إلى أنها تجد مشقة بحمل أغراض التسوق والطفل مسافة طويلة دون رأفة وإحساس من الزوج الذي ينشغل بالتحدث بالجوال أو احتساء كوب من القهوة أثناء ذلك. وقالت أم ريم إنها تصطحب عاملتها المنزلية وقت التسوق لمساعدتها في متابعة الأبناء خاصة أن التسوق يحتاج إلى هدوء وراحة بال، وأشارت إلى أن زوجها في بعض الأحيان يتذمر من حمل الأبناء خاصة أن بنيته الجسمانية لا تساعده على حمل الأطفال خلال التسوق لمدة طويلة. من جانبها ذكرت الاختصاصية الاجتماعية بجامعة طيبة أمل عياد الجهني أن التسوق بصحبة الأطفال مهمة شاقة وغير مجدية إلا إذا كانت هناك ضرورة ملحة من اصطحابهم، كعدم وجود أشخاص موثوقين ليترك الطفل في رعايتهم أثناء غياب الأم للتسوق. وقالت "يعتقد بعض أنهم يضربون عصفورين بحجر واحد من خلال التسوق، حيث يمكنهم اختيار حاجياتهم، وفي الوقت نفسه يكون فسحة ممتعة للأطفال، وهذا اعتقاد غير صحيح غالباً، لأن التسوق بحد ذاته قد يكون ممتعاً للكبار، ولكنه ليس كذلك بالنسبة للأطفال، فقد يستمتع الأطفال فقط بالألعاب الموجودة في المراكز التجارية، فالطفل له احتياجات متعددة فقد يحتاج للنوم أو اللعب أو الأكل أو قضاء الحاجة، كما أن قدراته الجسدية لا تساعده على تحمل السير لمسافات طويلة، أو الخروج من المنزل لعدة ساعات، حتى وإن كان الطفل صغيراً لأن استئجار العربة لن يحل مشكلة إرهاق الطفل وشعوره بالملل". وأضافت الجهني أنه هنا يأتي دور الأب خاصة إذا لم توجد عاملة منزلية أو أشخاص يمكن ترك الأطفال برعايتهم فإن الأب قد يكون له دور كبير في اصطحاب أطفاله إلى الألعاب والترفيه عنهم خلال قيام والدتهم بالتسوق، وقالت إنه لا يمكن للوالدين توبيخ الطفل إذا أبدى انزعاجه أثناء التسوق، لأن قدراته وإدراكه للوقت يختلف تماماً عن إدراك الكبار، فالطفل يرى أن وقت التسوق وقت طويل وكفيل بأن يشعره بالملل، دون أن يحصل على قسط من الراحة أو التسلية واللعب. ونتيجة للملل الذي يشعر به الطفل فإنه قد يعمد حينها إلى القيام بأفعال مثل البكاء بصوت عالٍ أو الصراخ والتلفظ بألفاظ غير لائقة، كما أن الطفل الصغير قد يتعرض للإحباط عندما يطلب من والديه شراء أي شيء يراه أمامه و يُعرِّض والديه للإحراج في الوقت نفسه. وأشارت الجهني إلى أنه إذا كانت الأم تستطيع ترك الأطفال برعاية شخص موثوق فهذا هو الحل الأفضل والمريح لجميع الأطراف، وبإمكانها حينها أن تقضي حاجاتها من السوق بسرعة وكفاءة أكبر، حيث إن إزعاج الأطفال قد يودي إلى استعجالها وارتباكها، مما قد يضطرها للعودة إلى السوق مرة أخرى لاستكمال ما ينقصها أو إعادة واستبدال بعض الأشياء غير المناسبة.