لم تجد أسر سعودية تضررت من قرار المستثمرين في صالات الأفراح بحبس الأطفال عن حضور حفلات الزفاف، بداً من اللجوء إلى مفهوم «الجدولة» للخروج من هذا المأزق. والجدولة تعني أن توزع حفلات الزفاف المستهدفة بالحضور على فتيات الأسر ب«التساوي»، بحيث يبقى بعضهن في المنزل للاعتناء ب«الأطفال»، في حين تذهب البقية للاستمتاع بفعاليات الحفلة بعيداً من جو القلق والهواجس. تقول أم محسن: «أجبرني قرار صالات الأفراح بمنع الأسر من اصطحاب الأطفال إلى حفلات الزفاف على إعداد جدول يقسم الحضور بين بناتي الأربع بطريقة تضمن بقاء اثنتين منهن على الأقل في المنزل للاعتناء بأشقائهن الصغار ووالدتي المسنة»، وترى أن القرار أسهم في حل معضلتها مع قرار المنع، ومنحها القدرة على الاستمتاع بالحفلة بعيداً من هواجس القلق التي كانت تعتريها سابقاً حال تركها لأطفالها مع الخادمة. وتعود أم محسن بالحديث لتبدي عدم اقتناعها بمبررات المستثمرين في قصور الأفراح المتعلقة بقرار المنع، وتزيد: «لا أجد سبباً مقنعاً لحبس الأطفال عن مرافقة أمهاتهم، خصوصاً صغار السن إذ إنهم لا يمتلكون القدرة على الإضرار بمقتنيات الصالة بشكل مؤثر»، مطالبة في الوقت نفسه بضرورة إعادة النظر في هذا القرار الذي يسبب منع بعض الأسر من حضور الحفلات، خصوصاً الأسر الصغيرة. وفي الوقت الذي عملت فيه أم محسن على جدولة وتوزيع المناسبات على بناتها، لم تجد هناء العلي حلاً لترك أطفالها أثناء مناسبات الزواج سوى بقائهم مع والدهم، ما دفعها إلى الاعتذار عن غالبية الدعوات. وتقول: «إن عدم تقبل زوجي لفكرة بقائه في المنزل مع طفلي، دفعني إلى الاعتذار عن حضور غالبية المناسبات التي دعيت لها هذا الصيف، بسبب قرار غالبية صالات الأفراح القاضي بحبس الأطفال عن حضور الحفلات». ولم تنحصر تبعات منع أصطحاب الأطفال إلى صالات وقصور الأفراح على النساء فقط، بل طاولت الذكور أيضاً، إذ يكشف خالد الشيخ ل«الحياة» اضطراره إلى الرضوخ إلى طلبات زوجته بمجالسة طفلهما الرضيع أثناء حضورها حفلة زفاف إحدى صديقاتها، ويقول: «كانت تجربة جديدة وغريبة لم أعتدها، فعلى رغم أن زوجتي أعدت لي حاجاته كافة، وأطلعتني على كيفية إعداد وجبته الغذائية وتبديل ملابسه، إلا أنني دخلت في معمعة معه لم تنته إلا حين تسلل الكرى إليه لينام بعد ساعات من البكاء المتواصل». ولا يختلف حال منصور الفهد عنه كثيراً، إذ لا يزال يذكر حفلة زفاف شقيقة زوجته، ويقول: «كانت ليلة لا تنسى، إذ تذرعت زوجتي بقرار منع اصطحاب الأطفال إلى قصر الأفراح لتطلب مني مجالسة ابننا (تسعة أشهر)، ولا أنكر أنني وافقت على مضض من دون أن أعلم أنني سأتجرع مرارة جهلي بكيفية التعامل مع الأطفال في تلك الليلة، إذ ظل يجهش بالبكاء من دون أن أعلم أهو مريض أم جائع، ولم تؤت محاولتي المتواصلة لإسكاته أُكُلها، فلم أجد بداً من حمله والتجول به داخل المنزل بغية إسكاته». وفيما تمرمر كثير من الأزواج من تبعات القرار عليهم وأطفالهم، لا يرى سيف السيف ضيراً في مجالسته لطفله إبان حضور زوجته حفلات الزفاف. ويقول ل«الحياة»: «كثيراً ما جالست فلذة كبدي، إذ إنني أحاول استثمار كل ثانية من وقتي خارج عملي معه وزوجتي، وفي حال رغبت زوجتي في حضور حفلة زفاف أجالسه وأهتم بشؤونه وحاجاته كافة، إذ إن المسألة ليست بذلك التعقيد، كما يراها البعض!».