عادت الألوان بمنطقة الجوف أمس بعد أن ارتدى كثير من الأهالي ملابس الصيف بيضاء اللون الأيام الماضية، لتتحقق تنبؤات الفلكيين بعودة موجة باردة بعد الدفء، حيث شهدت الجوف أمس موجة شديدة البرودة أعادت "العباءة" في الموسم الذي يطلق عليه العامة "بياع الخبل عباته". الموجه لم تمنع الأهالي من الاستمتاع بالتنزه في عطلة نهاية الأسبوع حيث تحرك كثير منهم للخروج للتنزه البري، ولكنهم صحبوا معهم ملابسهم الشتوية خلاف الأسبوع السابق حيث كانت الأجواء أقرب للأجواء الصيفية. وكان الفلكيون أكدوا منذ أسبوعين أن المرحلة المقبلة ستشهد تغيرات جوية على مدار الساعة مهما قيل من التنبؤات إلا أنها تتغير لأن المنظومة المناخية لم ترسُ على وتيرة واحدة فما زالت المنخفضات الشتوية تحاول الإمساك بزمام الأمور والمرتفعات الصيفية تحاول فرض سيطرتها على المناطق، وبينوا في تصريحات صحفية: نحن نعيش حلبة مصارعة بين المنخفضات الشتوية وبين المرتفعات الصيفية، فالمملكة تقع في حلبة تصارعات عالمية، فكلما هجمت علينا موجة من الجنوب تقابلها موجة مرتدة من الشمال، وهذا ما يحصل علينا من انخفاض في درجة الحرارة وارتفاع درجات الحرارة، وهذا الموسم يسمى عند العامّة "موسم بياع الخبل عباته"، ولهذا إذا عادت علينا الحرارة كما هو حاصل في الأيام المقبلة ربما يخلع الناس أرديتهم ويقولون: إن فصل الصيف قد حلّ إلا أن موجة البرد تعاود قوتها من جديد وتهجم علينا. وكانت توقّعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن تؤثر كتلة هوائية باردة على شمال المملكة ووسطها وشرقها وعلى الأجزاء الشمالية من غربها، تؤدي إلى انخفاض ملموس في درجات الحرارة تصحب برياح نشطة السرعة مثيرة للأتربة والغبار وتحد من مدى الرؤية الأفقية. من جهته توقّع باحثون في علم المناخ أنّ تبدأ هذه الكتلة من أمس، مما يؤدي إلى عودة الأجواء الباردة إليها، مع تهيؤ الفرصة لسقوط أمطار خفيفة على أقصى الأطراف الشمالية للمملكة، ومن المتوقع أن يكون الانخفاض في درجات الحرارة ملحوظاً في وسط الأسبوع في ساعات الفجر الأولى ليصبح الجو على تلك الأجزاء من بارد إلى بارد جداً وخاصة على الشمالية والوسطى والشرقية مع احتمال تسجيل الصفر المئوي على الأجزاء الشمالية للمملكة.