مضى وقت طويل منذ هجري للقلم.. أثارتني عابثة في ثنايا الذكرى، هزة بخصر الزمن.. رقصت.. رقصت.. حتى الثمالة.. فبعثتني مفتونة، إلى أرض الألم.. فتذكرت عزفي على صدق الحكايا.. تذكرت كل أحبابي، ومن رحل. عابثات.. أخرجن أسرار الهوى.. وشين بي، بين سكان صمت العيب.. والمحرم.. والممنوع.. أخرجن كل الماضي.. بدون رأفة أو خجل.. أجهضن أبناء السعادة، عبثن بقبور أصحاب الخطايا، عابثات أبين التوبة.. وفضلن المكوث بين أحضان الماضي، يأخذني من ذراعي، يسمعنني أصوات الحنين، يذكرنني بالأمس القريب.. كيف كنت؟ بماذا حلمت؟ لماذا هجرت القلم؟ لماذا أنستني السنين رفيق دربي؟ رفيق أفراحي وأحزاني.. يذكرنني بذنبي، كيف يحتضر القلم؟ وهو مشتاق لأن يعرف أسراري.. يقاسمني اللوعة، وتجمعنا الضحكة، فبكيت في تلك اللحظة، لم أنس ولكن.. تناسيت.. أخذتني الحياة في غمرتها، فعشتها بدون رفقتك، حتى بعثت لي، عابثات قمن بإغوائي، والعبث بما تبقى من حياتي، فرجعت وسبقني الحنين، لاحتضن قدك النحيل.. بين أصابعي، والأسف يعلوني، على أيام خلت دون أن تشاركني فيها.. دون أن أخلو بك كي أخبرك كل أوجاعي، ولكن.. أعدك أن تبقى رفيقي، مترجم لأحاسيسي، صادقا أمينا على عرش أحلامي. وستظل شاهدا على تاريخ حافل من أيامي.. حتى بعد مماتي.. هكذا تذكرتك.. حين أيقضنني وبعثن لي، عابثات من الماضي.. أيها القلم.