قال وزير العدل الدكتور محمد العيسى، إن الوزارة تترقب صدور نظامي المرافعات الشرعية والإجراءات الجزائية المعدلين للنظامين النافذين حالياً وذلك خلال الأيام القادمة. وأضاف "عندما نقول المعدلين، نؤكد أننا لا نعيش فراغاً في نظام المرافعات أو الإجراءات- كما يعبر عنه قانوناً ولاسيما في المادة المدنية والجزائية، ولا يعدو هذان النظامان المنتظران سوى كونهما معدلين للنظامين النافذين بما ينسجم مع نظام القضاء الأخير، مع تعديلات يسيرة". جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها الوزير مساء أول من أمس في جامعة جازان، برعاية أمير المنطقة الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، وبحضور حشد كبير من المشايخ والقضاة وكتاب العدل وطلاب كلية الشريعة والقانون بالجامعة. وأكد الوزير أن علماء منطقة جازان وبخاصة قضاتها أسهموا بكل قوة وأمانة وبفاعلية في بناء المؤسسة القضائية قديماً وحديثاً، وأنهم أثروا المادة العلمية بمؤلفاتهم وبحوثهم، فكانوا بحق إضافة مهمة في سجل وطننا المضيء. وفيما يتعلق بعدم وجود تقنين ولا مبادئ ولا سوابق قضائية منشورة في قضائنا، قال العيسى "إن مبادئنا القضائية أسمى في الاعتزاز ورسوخ هذه المبادئ القضائية في وجداننا الوطني، ولا تكاد تجد واقعة محكومة بمبدأ قضائي إلا والوسط القضائي والحقوقي على دراية بها، ومع هذا وتقديراً منا لوجهة النظر الأخرى عمدنا إلى تدوين الأحكام القضائية بمبادئها ونسعى في هذا سعياً حثيثاً". وقال الدكتور العيسى "إننا نجد أن الترتيبات التنظيمية لأجهزة القضاء وفض المنازعات التي قضت من حيث المبدأ لا بالحسم بإيجاد نصوص فقهية على الموضوعات القضائية على هيئة مواد مدونة، نجدها في الحقيقة أتاحت للقاضي الحكم بخلافها على أن يُسبب حكمه، وهذا يؤكد ما قلناه سابقاً حيث ينتهي الأمر إلى التعويل على ما خلص إليه القضاء في مبادئه التي خرج بموجبها عن النصوص التقنينية التي أصبحت في حقيقتها استرشادية، والاسترشاد يكون لجهة تفتقد الخبرة والممارسة وليس لمعمل الأحكام القضائية، وسدنة العدالة، وحراس المشروعية". وبين العيسى أن نظام القضاء الجديد تضمن تطويراً وتحديثاً شمل عدة أمور من أهمها تعزيز استقلال القضاء وشفافية المرافعة من خلال علانية مبدأ الجلسات، والتأكيد على نشر الأحكام القضائية، وإعادة صياغة درجات التقاضي بإنشاء محاكم استئناف ومحكمة عليا، والتوسع في التخصص النوعي. من جهته، نوه مدير الجامعة الدكتور محمد آل هيازع في كلمته، برعاية أمير منطقة جازان لمناسبات الجامعة المختلفة وخاصة الموسم الثقافي الذي حظي بمشاركة سموه فيه محاضراً في الموسم الثقافي الثاني عن "التنمية في منطقة جازان"، واصفاً الموسم الثقافي للجامعة بالمعلم والمنبر العلمي والثقافي المميز للجامعة من خلال الشخصيات والمتحدثين الذين يستضيفهم الموسم كل عام من المثقفين والمفكرين. وأضاف آل هيازع، أن جازان بعلمائها ومدارسها كانت ولا تزال حاملة لفضل العلم الشرعي وحاضنة أصيلة من حواضنه عبر العصور والأماكن التي أثمرت في سماء هذا الاختصاص وفي مدونات أسمائه ورموزه. وقال: نحن في هذه الجامعة لا نطمح إلا أن نكون إضافة إلى هذا الأصيل الثابت، وامتداداً لهذا الطريق المستقيم، وشعلة تصطف إلى جوار ما كان قبلها من أنوار العلم والمعرفة في هذا المكان العزيز من خريطة هذا الوطن وإطاره الأوسع والأشمل. إلى ذلك، أوضح المشرف العام على الموسم الثقافي بالجامعة الدكتور حسين دغريري، أن الجامعة حريصة على تنفيذ الموسم الثقافي كل عام انطلاقا من إيمانهاً بأهمية الجانب الثقافي ودوره البارز في نمو المجتمع فكرياً ومعرفياً، حيث تعد الجامعة من أهم المنابر الثقافية من خلال ما تقدمه من محاضرات، وندوات، واستضافات، إضافة إلى ما تقيمه من ملتقيات ومؤتمرات ثقافية وعلمية تسهم في تفعيل الحراك الثقافي للمنطقة بشكل عام.