اضطرت غانا لخوض وقت إضافي على شوطين لحسم تأهلها إلى الدور ربع النهائي لمونديال جنوب أفريقيا الحالي، مواصلة مغامرتها الجميلة في البطولة على حساب المنتخب الأمريكي (2/1) في المباراة التي جمعت المنتخبين أمس في ملعب رويال بافوكينج في راستنبرج ضمن الدور ثمن النهائي للمسابقة. وسجل جيان أسامواه في الدقيقة 93 من المواجهة هدفاً ثميناً رفع رصيده إلى ثلاثة أهداف، وحسم صراعاً لاهباً بدنياً ولياقياً بين المنتخبين امتد على مدى 120 دقيقة. وكان الغاني كيفن برينس بواتنيج افتتح التسجيل لمنتخبه في الدقيقة الخامسة، قبل أن يرد الأمريكي لاندون دونوفان في الدقيقة (62 من ركلة جزاء) مدركاً التعادل لمنتخبه، ذاهباً بالمباراة إلى التمديد. وجاءت المباراة عامرة بالكفاح والاحتكاكات الثنائية والقوة البدنية، بدأها الغانيون مبكراً باختراقة بواتينج القوية في عمق الدفاعات الأمريكية حيث أرسل كرة يسارية خدعت الحارس وأعلنت عن التقدم الغاني. ومرة جديدة وجدت أمريكا نفسها متأخرة بالنتيجة كعادتها في المونديال الحالي، لكنها كانت على الدوام على ثقة بقدرتها على العودة، ولذا نظمت صفوفها، ولعبت بخبرة وسرعة، وركزت على الأخطاء الغانية خصوصاً في الشوط الثاني حينما فقد الغانيون تركيزهم وباتوا يفقدون الكرة بسهولة، وكان ديمبسي ودونوفان يسعيان لاستغلال الفرص عبر تسريع الإيقاع وحرمان الغانيين من فرصة العودة لتنظيم الصفوف. ونجح التكتيك الأمريكي الضاغط على لاعبي خط الظهر في منحهم ركلة جزاء عقب خطأ ارتكبه جوناثان منساه داخل منطقة الجزاء احتسبه الحكم ركلة جزاء نفذها دونوفان باقتدار لتضرب القائم وتتابع في الشباك معلنة عن التعادل الأمريكي في الدقيقة 62. وعاد كلا الفريقين للأداء الحذر مع مضي دقائق المباراة خشية من هدف يصعب تعويضه في الوقت المتأخر من المواجهة، لكن ذلك لم يمنعهما من خلق عدة فرص لم تخل من الخطورة، فيما كان حارسا المرميين في الموعد فمنعا أهدافاً مؤكدة كانت كفيلة لو سجلت بزيادة غلة الحصيلة النهائية. ومع لجوء الفريقين إلى التمديد للحسم بدأت غانا الوقت الإضافي باندفاع هجومي، ونجح أسامواه في تجاوز عقبة الدفاع الأمريكي مستثمراً قوته البدنية ليطلق كرة بيسراه باغتت حارس المرمى الأمريكي تيم هوارد وهزت شباكه. وحاول الأمريكيون الرد في وقت مالت فيه غانا للاحتفاظ بالكرة، ودفع الأمريكيين بعيداً عن شباكها، مع قتل الوقت بشكل إيجابي عبر تدوير الكرة والاحتفاظ بها، فيما كان الأمريكيون يهددون بهجمات سريعة مع اندفاع حذر خشية تعرض شباكهم لهدف جديد. ومع الوقت الإضافي الثاني واصل حارس غانا كينجستون تألقه وتعامل مع كثير من لحظات الخطورة الأمريكية بكفاءة، فيما كان مدربه الصربي ميلوفان راييفاتش يلعب بالأوراق الاحتياطية للتحكم أكثر بالإيقاع، فدفع بلاعب انتر ميلان الإيطالي علي سولي مونتاري لاستثمار خبرته في استهلاك الدقائق الأخيرة من المواجهة، فيما كان الأمريكيون يبحثون عن الأخطاء للاستفادة من الكرات الثابتة، ويندفعون بكثافة عددية نحو مناطق الدفاع الغانية. وتفنن الغانيون في استفزاز الأمريكان عبر تمويت اللعب، والتأخر في تنفيذ الكرات الثابتة، والتراجع بكثافة وبكامل عناصر المنتخب إلى خط الظهر لبناء متاريس صلبة عجز الأمريكان عن إيجاد وصفة التعامل معها.