تتحول المنطقة المركزية الواقعة في منطقة البلد بجدة في يوم جمعتها إلى "مسرح عالمي"، تحضره جميع الجنسيات من كل حدب وصوب، وتطغى أصوات وقع الأقدام على أصوات محركات السيارات، من كثرة الزحام، بألوان فلكلورية عالمية. ومن بين ذلك الملمح العالمي الذي تشهده المدينة الساحلية في "يوم جمعتها" خاصية الاستكشاف لمعالم الجزء القديم من "تاريخية جدة"، من حيث المباني التراثية والأسواق القديمة والجوامع التاريخية التي يمتد عمر بعضها لأكثر من 800 عام.. زاحم الأوروبيون أخيراً في "جمعة جدة" مجاميع جنسيات "الغرب والشرق الآسيوي" المختلفة التي ظلت منذ سنوات طويلة تجد لها في جغرافية هذا المكان بقعة تزاور أسبوعية يتجاذبون فيها أطراف حديث عن أسبوعهم في العمل وأحاديث أوطانهم وما تمر به من أحداث، أو يكون قدومهم لتحويل أموالهم لذويهم عبر شركات التحويل المنتشرة في سوق العلوي، إلا أن الأوروبيين كان لهم وقع مختلف في "الجمعة" مع تفاصيل المنطقة الحيوية للبلد بمجمعاته التجارية الضخمة التي يفصلها شارع عرضه متران عن الجزء القديم والتاريخي لجدة القديمة. ورغم ندرتهم أي الأوروبيين بين تلك المجاميع الآسيوية، إلا أنهم فضلوا أن يركزوا زيارتهم للأسواق القديمة "العلوي، الندى" وسوق عطور ذوي الدخل المحدود "الخاسكية"، بالإضافة إلى التجول بين مرافق تاريخية جدة المختلفة. إحدى العوائل الأوروبية التي قدمت لجدة حضرت بعدسات وفلاشات أبنائها الذين وجهوا "كاميراتهم" لتوثيق كل لحظة من تفاصيل الأسواق الجداوية القديمة.. وملامح وجوه المارة بين أزقة تلك الأسواق. قرأت عائلة "لوثر" القادمة من مملكة الدنمارك (إحدى الدول الإسكندنافية بشمال أوروبا)، من مقاطعة فريدريكسبورج، عن جدة من خلال موقع "جوجل"، وتحديداً عبر صديق عربي ترجم لهم بعض ما كتب عن مدينة جدة في موسوعة "ويكبيديا".."لوثر" الذي يعمل بأحد القطاعات الاجتماعية الحكومية، والذي جاء بمعية عائلته لقضاء وقت مع عائلة صديق دنماركي له يقيم في هذه المدينة، لم يكن يعرف عن جدة سوى أنها تقع "في منتصف ساحل البحر الأحمر الشرقي، وتلقب بعروس البحر الأحمر وتعد العاصمة الاقتصادية والسياحية للمملكة العربية السعودية، وتشتهر بكثرة ناطحات السحاب فيها"، لكنه بعد أن قرأ عن تاريخ المدينة القديم ومناطقها التاريخية في الجزء الغربي من المدينة، أحب زيارة "تاريخية جدة" والاطلاع على ما قال إنه "تاريخ تتحدث عنه تلك المرافق بنفسها"، ويقول بعدها إن الناس تعاملوا معهم بلطف، إلا أنه أحب أن يكون هناك دليل سياحي باللغة الإنجليزية يتحدث عن تاريخ هذه المنطقة، "لكن الأصدقاء يقومون بالترجمة".