حرص كل طرف أن يلقي الكرة في ملعب الآخر.. ففي وقت يؤكد فيه مسؤولون في مكاتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب أن لديهم (فاكسات) أرسلت لهيئة الهلال الأحمر السعودي بطلب سيارات إسعاف، يصر نظراؤهم في الهلال الأحمر أنهم لم يستلموها في المباريات التي حدثت فيها حالات إصابات خطيرة، ولم يوجد فيها إسعاف. وكانت ملاعب كرة القدم السعودية شهدت حالات عدم وجود سيارات الإسعاف في عدد من المباريات التي أقيمت تحت مظلة الاتحاد السعودي لكرة القدم، تعرض فيها لاعبون في الدوريات المحلية بمختلف درجاتها لإصابات خطيرة وكسور، اضطر إداريو الأندية معها لنقل المصابين بسياراتهم الخاصة. وتكررت غيابات الهلال الأحمر في الفترة الأخيرة على مستوى مباريات الدرجتين الأولى والثانية والفئات السنية تحديداً، دون أن تتضح مسؤولية المعني بهذا التقصير، حيث يرمي كل طرف بالمسؤولية على الآخر، المراقبون يخشون أن يأتي يوم تكون حياة أحد اللاعبين ضحية لهذا الإهمال، علماً أن الحالات التي حدثت في الملاعب، تفوق بكثير عدد الحالات التي ذكرتها بعض وسائل الإعلام. ويؤكد مدير مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب في الدمام خالد العقيل أن المكتب اعتاد على جدولة جميع المباريات في الألعاب وبمختلف الدرجات كافة، وإرسال الجدول إلى قبل إقامة المباراة بأسبوعين، ويتم التذكير بها قبل المباراة بيوم، ويؤكد على ذلك مراقب المباراة في اليوم نفسه أيضاً، ولكن الحالات تتكرر دون اعتذار أو إبلاغ بعدم الحضور، وعندما اجتمع مع هيئة الهلال الأحمر لتذليل الصعاب، أجد أنهم يعانون من عدم وجود فرق كافية لتغطية المشاركات الرياضية في المنطقة الشرقية. وقال العقيل "للأسف نواجه انتقادات من إدارات الأندية حول تقصير مكاتب الرئاسة العامة، لكننا طرقنا جميع الأبواب لإيجاد الحل لهذه المشكلة، ولدينا خطابات الفاكسات كإثبات على إرسالياتنا وقيامنا بدورنا على الوجه المطلوب". بدوره، يوضح مدير مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بجدة أحمد الروزي أن هناك توجيهات مشددة من الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل بتوفير سيارات إسعاف في كل مناسبة أو مباراة رياضية تقام في الملاعب، وإن تعذر وجودها فإنه يجب أن تتم الاستعانة بسيارات الإسعاف من القطاع الخاص، ويشترط أن تكون سيارة الإسعاف مزودة بالإمكانات الفنية المطلوبة وطبيب وسائق، وذلك حرصاً من سموه على سلامة الأجهزة الإدارية والفنية واللاعبين والجماهير في الملعب. ويقول الروزي "نرسل جدولاً كاملاً بالمباريات والمناسبات الرياضية منذ انطلاق الموسم الرياضي إلى كل الجهات المعنية كالشرطة والمرور والدفاع المدني والهلال الأحمر وشركة الكهرباء، كما أننا نحرص على القيام بإجراء إداري روتيني قبل كل مباراة بإرسال خطاب للتذكير، وأيضاً يتم الاجتماع بين مكتب الرئاسة العامة والجهات المعنية للتنسيق قبل المباراة". وحول الحالات التي حدثت وسط عدم وجود سيارات إسعاف، قال الروزي "من الخطأ أن تقام المباراة قبل وصول سيارة الإسعاف، وهذا دور مراقب المباراة الذي يجب أن يتأكد من جميع الأدوات الموجودة في الملعب ومختلف الجهات المعنية قبل بدء المباراة، وعدم وصول سيارة الإسعاف أو تأخرها يعد خطأ إداريا لسوء التنسيق بين الطرفين، والمتعارف عليه أن مكتب الرئاسة العامة في كل منطقة يرسل خطاباً يطلب فيه سيارة إسعاف، لكن هيئة الهلال الأحمر تزعم أنها لم تتسلم الخطاب، وهنا تحدث الإشكالية". من جهته، أكد مدير العلاقات العامة والإعلام بهيئة الهلال الأحمر السعودي في منطقة مكةالمكرمة علي الغامدي أن الهيئة على تواصل مستمر مع مكاتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وأن بين الطرفين مخاطبات ومراسلات في أي مشاركة يتطلب فيها وجود هيئة الهلال الأحمر السعودي، حيث يقوم مكتب الرئاسة العامة بالمنطقة بتزويدها بجدول المشاركات بشكل دوري وقبل وقت كاف. وقال الغامدي "من جهتنا نضع هذه المشاركات بالجدول الخاص بنا كهيئة الهلال الأحمر السعودي، ويتم من خلاله اعتماد الفرق المشاركة، ونقوم بتغطية كاملة لجميع المشاركات من خلال إدارة رياضية خاصة بهذا الشأن". كما أوضح مدير الشؤون الإعلامية بهيئة الهلال الأحمر السعودي بالمنطقة الوسطى أحمد باريان أن هناك تنسيقا مسبقا للجدولة التي ترسلها مكاتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وليس هناك أي إخلال في هذا الشأن، ولا صحة لما يقال عن أن هناك فاكسات وصلت دون أن نؤمن سيارة إسعاف أو حتى نشعر مكتب الرئاسة العامة بعدم الوجود لانشغال سيارات الإسعاف، حيث تحرص إدارة العمليات بالهيئة على ترحيل الفاكسات إلى الجهة المطلوبة لاتخاذ ما يلزم في حال حدث قصور ما لظرف خارج عن الإرادة، الأمر الذي تعاني منه كل جهة عمل، حتى تحل المشكلة التي تواجهها. وكشف باريان أنه سيتم صدور بيان رسمي عن هيئة الهلال الأحمر السعودي في الأيام القليلة المقبلة لتوضيح كل ما أثير في هذا الشأن.