"الكتابة للأطفال عمل شديد الجدية.. ليس سهلا.. تشبه كتابة محمود درويش للقصيدة، لكن الكبار يعتقدون غير ذلك". من هذه المفارقة بدأ الكاتب السويدي الشهير أولف ستارك محاولته للإجابة عن سؤال اختاره محورا عنون به محاضرته "هل يمكن للكلمات أن تتجاوز الجدران؟"، التي أقيمت على هامش معرض الكتاب الدولي في الرياض مساء أمس. وقرأ ستارك خلال محاضرته أجزاء من قصة حملت عنوان "الصبي والصبية والجدار"، كتبها بعد أن زار الأراضي المحتلة عام 2010، ووقف على جدار الفصل الذي أقامه الاحتلال الإسرائيلي, القصة التي ترجمت ل34 لغة عالمية , تتحدث عن أدهم الفتى الفلسطيني وشقيقته المعاقة سلاف وحلمها بتجاوز جدار ما للحصول على البرتقال. كما عرض ستارك أجزاء من سيرته الذاتية، مشيرا إلى أنه لم يبدأ الكتابة للأطفال إلا بعد أن تزوج ورزق بأبناء وتفجرت الطفولة بفعل هذا الحدث السعيد في أعماقه مرة أخرى، رافضا - بشكل حاد - الوعظية والمباشرة التي ينتهجها الكتاب العرب الذين اطلع على تجاربهم، ومركزا على أن كتاباته عادة لا تحتوي هذا النمط الصارخ الذي يحدد الأشياء بشكل حاد، فالخير والشر يمكن أن يكتشفهما الأطفال دون إشارات مباشرة لأنهم أذكياء, كما استبعد أن تكون له معاناة شخصية دفعته لذلك؛ لأنه نشأ في جو أسري دافئ بوجود والديه وأسرته واصفا الكتابة عموما بأنها معاناة.