تؤمن "غادة هادي" أن الأكل يؤثر على الجسم والنفسية والمزاج، ومن ثم على العلاقة مع الآخرين، وليس مع الزوج وحده، وتلاحظ أنها حينما تتناول لمدة أسبوع كامل أطعمة سريعة مملوءة بالدهون والسعرات تكون متوترة ومزاجها متعكرا، وقابلة لخوض أي مشكلة بسبب العصبية التي تعانيها، بعكس الأمر حينما تتناول الفواكه والخضار، وتتبع نظاما صحيا حيث تبدو هادئة مسترخية متفاهمة. في المقابل لا يعترف علي الحربي بالعلاقة بين الغذاء والحالة النفسية والعلاقة بين الأزواج، ويقول "لم أسمع من قبل بوجود علاقة بين الأكل والمشاكل، إلا أن يكون الأكل محورا لمشكلة ما كأن لا تجيد الزوجة الطبخ وخلافه، أما أن تؤثر نوعية الطعام على العلاقات بين الأزواج فلم أسمع به من قبل". من جانبه نصح رئيس المجلس الاستشاري الأسري بدبي الدكتور خليفة المحرزي الزوجين بتحديد بعض المرتكزات الأساسية في اتباع طريق للنظام الغذائي بينهما، حتى يمكن التحكم في كل ما يدخل المعدة من طعام، وقال إن "الدراسات تثبت مدى الارتباط بين الحالة المزاجية والعصبية وبين نوعية الطعام، فمن المعروف أنه يوجد ارتباط وثيق بين الحالة المزاجية، ونوعية الطعام، ومستوى الطاقة". وأضاف "هناك صلة قوية بين المخ، وحاسة الشم، نظرا للاتصال المباشر بينهما، فحاسة الشم والذاكرة ينتميان إلى عالم المؤثرات، فمتى ما كان منظر الطعام شهيا ولذيذا فإن المخ يستثار بواسطة النظر والرائحة المنبعثة من الوجبة، فيرسل إشارة إلى الغدة اللعابية، فتفرز عصائر الهضم من ماء الفم إلى عصائر المعدة، أما في الوجبات التي لا يشتهيها الزوج، فإن المخ يستثار تدريجيا حتى يصل الزوج إلى حالة من الإحباط والخمول، والاضطراب وتغير المزاج. وعن نوعية الأطعمة التي تؤثر على الحالة المزاجية للزوجين قال الدكتور المحرزي "على الزوجين الاهتمام بنوعية الفيتامينات الموجودة في الأطعمة، فنقصها يؤثر على السلوك البشري والعدواني للزوج، فنقص فيتامين A مثلا يؤثر على الحالة النفسية، وعلى جهاز المناعة على وجه العموم، أما نقص فيتامين B1 ويلقب بالفيتامين الأخلاقي لتأثيره المباشر على الجهاز العصبي، فيؤدي إلى التهيج، واضطراب النوم، والارتباك في التعامل مع الآخرين، وانحراف السلوك، والعدوانية، أما الفيتامين B2 أو الريبو فلافين فيطلق عليه لقب "العميل الخاص للمخ"، لأنه يتميز عن غيره بتأثيره المضاد للإجهاد والإرهاق، كما إنه يعمل على إغلاق مسالك الأعصاب أثناء فترة الهيجان العصبي، فنقصه يؤدي إلى القلق والتوتر، كما ثبت علميا أن نقص حمض النياسين (الحامض النيكوتيني) وحمض البانتوثينك يؤدي إلى الاختلال النفسي الشديد، وقلة التركيز، وعدم التوازن في معالجة الأمور، كما يؤدي إلى انحراف حاد في الحالة النفسية، حيث ثبت أن نقصه يؤدي إلى اعتماد الرجل على العنف المنزلي كالضرب والجلد والتعذيب، ويسبب أيضا حالة من الهذيان، والإحباط، وتدهور النفسية فهذا الحمض يعمل على بناء الكرات الحمراء في الدم، وبالتالي يساعد على نقل الأوكسجين المسؤول الأول عن غذاء المخ كما يساهم وبشكل فعال في التمثيل الغذائي للطاقة، ويعتبر أحد العوامل الأساسية في تشكيل المواد الأولية للحامض الأميني الخاص بجهاز الإرسال العصبي (السيروتونين، والدوبامين)، فتناوله يعتبر أحد المهدئات للنفس كما يساعد على النوم أثناء الليل". وحول المعادن التي يحتاجها الزوجان قال إن "معدن البوتاسيوم لا يمكن الاستغناء عنه لأي زوجين، فتناوله يساعد الزوج بشكل مستمر على التحكم وضبط أعصابه، لأنه يعمل على رفع الروح المعنوية، الكروم كذلك له دور فعال، لأنه يعمل على تنظيم مستوى السكر في الدم، وهذا المعدن من أفضل المعادن التي ينصح به الزوج المصاب بالسكري، لأنه يساعد على عدم الإحساس بالضعف العام، والإرهاق، والاضطراب المزاجي، ويمكن الحصول عليه من الأجبان والقشريات البحرية كالسمك والربيان واللبستر والسلطعون، كما أن معدن الحديد يعتبر أحد المكونات الأساسية للجسم لأنه يساعد على تحسن الحالة النفسية للزوج، فنقصه عن الجسم يؤدي إلى الاكتئاب العام وعدم القدرة على التركيز، كما أن الفسفور ضروري أيضا، لأنه يساعد الزوجين على التحاور والنقاش، ويهيئهما للجلوس المشترك، فهو ينتج الطاقة التي تنتقل للخلايا التي تعمل على انتقال المعلومات عبر المخ، ويعمل على تهدئة الأعصاب، وتحمل الإرهاق والعصبية. وأضاف الدكتور المحرزي أن "معدن الماغنسيوم ومعدن الصوديوم من أكثر المعادن احتياجا للجسم، نظرا لتأثيرهما المباشر على الاضطرابات العصبية، والغضب، والتوتر، فالدراسات تثبت أن الماغنسيوم أفضل علاج لحالات التقلبات المزاجية، نظرا لاحتوائه على الملح المعدني الذي يؤثر على منطقة كيمياء المخ. وكذلك نفس الحال بالنسبة لمعدن الكالسيوم الذي يلعب دورا مهما في نقل الإشارات إلى الخلايا العصبية، فنقصه يؤدي إلى القلق والتوتر والعصبية وعدم التحمل والغضب الزائد.