منذ ما يقارب العشرة أعوام وسوق الحرة الغربية (القديمة) بالمدينةالمنورة - أكثر أسواق المدينةالمنورة شهرة وإقبالاً من المتسوقين قبل عقدين من الزمن – بدأت بالاحتضار بعد أن أغلقت عدد من المحال التجارية الكبيرة أبوابها ولم تتبق في ذلك الشارع سوى أربعة محلات فاتحة أبوابها فيما أُغلقت البقية وما زالت بلوحاتها التجارية الباهتة وذلك بعد ازدهار المنطقة وتطورها وانتشار المولات التجارية بكافة أرجائها مما أنهى الحركة الاستثمارية والتجارية بشارع سوق الغربية ودفع التجار بمغادرة السوق. "الوطن" تجولت بشارع سوق الغربية القديمة في محاولة لرصد انطباعات أصحاب المحلات إلاّ أن المفاجأة كانت بخلو السوق من الزبائن وإغلاق معظم محلاتها القديمة لأبوابها سوى محل واحد لبيع الملابس المخفضة وآخر للأواني المنزلية وثالث للأحذية. البائع منير شاه (باكستاني) أكد بلغة عربية مكسرة: أنه منذ أكثر من عشرة عوام فقدت السوق زبائنها وبات الإقبال قليلا جداً وغالباً يكون الزبون من السكان المجاورين للسوق لقرب المسافة، في حين رحل بعض التجار ببضائعهم واستأجروا بالأسواق التي ظهرت حينها كالحرة الغربية الجديد وبلال مشيراً أنه تم نقل كفالته أكثر من مرة لمن يستأجر المحل. ويذكر المواطن سعد الجهني (في عقده الخامس) أن شوارع الحي كانت تضيق بالسيارات قبل 17 عاماً لكون سوق الغربية تقع في منطقة صغيرة جداً وكانت المحلات ما يقارب 20 محلاً تبيع كل ما يحتاجه الزبون من أوان منزلية وملابس وأدوات تجميل وأقمشة وأشار أن التجار كانوا لا يقبِلون محلاتهم لما تشهده من إقبال من الزبائن، أما الآن فرحلوا ولم يتم استئجار تلك المحلات حتى إن لوحاتها القديمة مازالت عليها، وأشار الجهني أن السوق بدأت الحركة التجارية به قبل ما يقارب ال 40 عاماً. وقالت أم عادل التي تسكن محافظة الحناكية إنه قبل ما يزيد على 20 عاماً، كانت الحناكية خالية من الأسواق وكانوا الأهالي يأتون إلى المدينةالمنورة لشراء مستلزماتهم خاصة في بداية العام الدراسي الجديد ومناسبات الأعياد وقالت إنها كانت تشتري من سوق بجوار الحرم كان يطلق عليها (العنابية) تمت إزالتها لتطوير المنطقة المركزية وشيدت بموقعها الفنادق إضافة إلى سوق الحرة الغربية القديمة خاصة مستلزمات أبنائها المدرسية من ثياب ومراييل وكذلك ملابس العيد، وأضافت أم عادل أن سوق الغربية القديم كان يعد في ذلك الوقت من أرقى وأكبر الأسواق التجارية بالمدينة إلاّ أنه مع التطور ومرور الزمن بدأ الإقبال عليه يضعف وأتجه الناس حينها إلى سوق الغربية الجديد الذي يبعد عنه بمسافة ما يقارب 500 متر ومن ثم هجروا ذلك السوق أيضاً واتجهوا إلى المجمعات التجارية، وقالت إنها الآن تسمع من بناتها أسماء أسواق تجارية يصعب نطقها عليها وتظن أنها غير عربية في حين كانت أسماء الأسواق المعروفة سابقاً والتي كانت تعتبر حديثة حينها (سوق الحرة الغربية، وسوق قباء، وسوق بلال) سهلة وواضحة.