طرح أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل أمام الشباب في حواره معهم بمنتدى جدة الاقتصادي أمس، أربعة تساؤلات، طالبا منهم كتابتها والتفكير في تفعيلها. وكان أولها معنيا بكيفية المساهمة في بناء الإنسان، والثاني بحقيقة مشاركتهم الفاعلة في التنمية، أما الثالث فجاء متعلقا بتغيير الذات، في حين جاء الأخير حول طرق استثمار التقنية في خدمة التنمية. وكان أمير مكة مهتما في حواره بشبكات التواصل الاجتماعية، مشددا أن المملكة محتاجة إلى الفكر المتوقد لشبابها، وإلى آرائهم وابتكاراتهم، قائلا "أنا لا أتصور أن يستمر الشباب في مقعده المسترخي في منزله، منتقدا كل شيء وهو لا يفعل". كما وعد رواد الأعمال بإنشاء حاضنة لمشاريعهم التنموية، وأن يكون القائمون عليها أكفاء لإدارتها. وفي جلسات المنتدى قال نائب وزير التربية والتعلم الدكتور حمد آل الشيخ إن مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم سيسهم في توفير 153 ألف وظيفة، فيما أعلن المدير العام لصندوق تنمية الموارد البشرية إبراهيم المعيقل عن تجهيز خطط لما بعد "حافز" والرفع بها للمقام السامي لاعتمادها. ------------------------------------------------------------------------ وعد أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل رواد الأعمال بتحقيق طلبهم بإنشاء حاضنة لمشاريعهم التنموية، مؤكدا أنه سيسعى بالتعاون مع غرفة جدة لتحقيق مطلبهم في أسرع وقت ممكن، وأن يكون الأشخاص القائمون على الحاضنة مناسبين وأكفاء لإدارتها، مشيرا إلى أنه لا يستهين بما طلبوه من دعم إعلامي. وقال أمير مكةالمكرمة في كلمة وجهها لحضور منتدى جدة الاقتصادي في ختام يومه الثالث أمس، الحمد لله الذي هدانا إلى الطريق القويم وأنعم علينا بقيادة حكيمة وحكومة رشيدة تتمثل في خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يبادر كل يوم بمبادرة ربما تفاجئ من لا يعرف هذا الملك ولكنها ليست مستغربة في عيون أبنائه من الشعب السعودي، فهو رجل عظيم همه الأول خدمة البلاد والعباد وقد كرر في أكثر من مناسبة أن كل ما تحقق لا يرقى للمستوى الذي تمناه لشعبه ولبلاده، ولو أن ما تحقق فاق به كثيرا من الدول والمجتمعات في هذه المنطقة من العالم". وأضاف "أنعم الله علينا بولي عهد ووزير داخلية يسهر على أمن هذه البلاد، فبنعمة الأمن والاستقرار تحقق هذا النمو وهذا الازدهار في فترة من الزمن يشهد هذا الجزء من الكرة الأرضية عواصف كثيرة في مجالات اقتصادية وسياسية واجتماعية بل وحتى إنسانية، والحمد لله تنعكس الصورة، ولكن بإيجابية على المجتمع السعودي، فحينما تنشغل المجتمعات الأخرى وتتخوف من ماذا ستصبح عليه في اليوم القادم ، فإننا هنا نمسي ونحلم بما سنصبح عليه في الغد المشرق من مشاريع ومن تنمية". وشدد الأمير خالد الفيصل على أننا لو تحلينا بأخلاق رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم لوصلنا إلى العالم الأول في غمضة عين، لأن القيم الإسلامية التي علمنا إياها رسول الهدى ومعلم المسلمين، هي الطريق الوحيد لكي نرتقي إلى مصاف الشعوب والأمم المتقدمة بل وأن نتطلع أن نتقدم عليها بقيمنا وأخلاقنا الإسلامية المحمدية. وأكد أن الموضوع الذي يناقش في المنتدى في هذا اليوم (أمس) موضوع شيق ويستحق الاهتمام، لأنه موضوع يهتم بالشباب في المقام الأول، وعندما نهتم بالشباب، فإننا نهتم بالمستقبل، وحاضرنا هو تأسيس لمستقبل شبابنا. وتحدث عن التواصل الاجتماعي والتقنية، قائلا "إذا نظرنا إليها اليوم فهو يقودنا إلى تاريخ طويل تقدمت فيه التقنية وسبل الاتصال فغيرت من العالم، ونحن نتذكر عندما وصلت إلينا في هذه البلاد بعض وسائل التقنية، في بداية تأسيس هذه المملكة، كيف تعاملنا معها، مثل الراديو والتلفزيون والتلفون، وكيف قبلناها وكيف رفضناها، وكيف تخوفنا منها ولكننا احتضناها، وكيف ابتعدنا عنها ثم أصبحنا نهيم بها، كما حدث مع التلفزيون حينما هوجم من كثير من القيادات الفكرية أول ما وصل ثم أصبح الأشخاص أنفسهم نجوما للتلفزيون، بل وأصحاب محطات تلفزيونية". وقال "أيها الإخوة والأخوات الآن نعيش عصر التواصل الاجتماعي وعصر التقنية الحديثة وعصر الحاسوب، وعصر تويتر وفيسبوك ويوتيوب وغيرها، هذه التقنية الحديثة غيرت وسوف تغير عالمنا الذي نعيشه وكيف نتعايش معه، من الأمور اللافتة للنظر أن الأرقام تثبت أن استخدام الإنسان السعودي وخصوصاً من الشباب قد فاق كل التوقعات وأصبحت الأرقام تتحدث عن هذا العدد المهيب إذا قارناه بنسبة تعداد السكان من السعوديين الذين يستخدمون ويتعاملون مع هذه التقنية الحديثة حتى إنها فاقت كل شعوب المنطقة، لا شك أن هذا الجديد ككل جديد نتخوف منه ونتعامل معه، نتوجس منه ونعشقه، ولكن في كل الحالات نحتاج إليه ونضطر إليه، السؤال الآن كيف نتعامل معه إيجابيا، لأنه سيف ذو حدين، هناك إيجابيات وهناك سلبيات، إذا أخذنا الإيجابيات تحاشينا وتلافينا السلبيات، أما إذا انغمسنا في السلبيات فسوف يكون وبالاً علينا، كما هي عادة أي شيء في هذه الدنيا، حتى الدواء الذي يوجد به العلاج والسم، فهي في أيدينا وفي أيدي المجتمع وفي أيدي الشباب كيف يستغلون هذه المنحة الإلهية لكي تكون إيجابية، كيف نجعل من التقنية سبيلا إلى التنمية وكيف نجعل من كل من يستخدم هذه التقنية شركاء في التنمية، منطقتكم منطقة مكةالمكرمة، بل وكل المملكة محتاجة إلى الفكر المتوقد لشبابها، ومحتاجة إلى الآراء ومحتاجة إلى الابتكارات ومحتاجة إلى الشباب من الجنسين، أنا لا أتصور أن يستمر الشباب في مقعده المسترخي في منزله، منتقداً كل شيء وهو لا يفعل، أقول للجميع شيباً وشباباً، قبل أن تلوم غيرك ابدأ بنفسك، إذا كنت تنتقد شيئاً فاسأل نفسك ماذا فعلت للمساهمة في تعديل هذا الأمر، ماذا قدمت لبلادك، لماذا تنتقد الآخر إذا لم يعمل شيئا، وأنت جالس في بيتك تنتقد على هذه الأجهزة ولا تقدم حتى رأياً أو فكراً جديداً أو مساعدة". وأكد أن هناك على النقيض شبابا استغلوا هذه الوسيلة وهذه التقنية، وقال "لقد رأيت على التلفزيون قبل أيام أحد الشباب السعوديين يتحدث ويقول كنت عاطلاً عن العمل، ولكني استخدمت هذه الآليات في التواصل الاجتماعي وأصبح لي عمل وأًصبحت لي تجارة وأصبح لي دخل وصل إلى 9 آلاف ريال في الشهر وهو في بيته، يبيع ويشتري من خلال هذه المواقع الإلكترونية، هذا ما أقصده من كيف نستخدم هذه الهبة الإلهية التي أعطانا إياها الله تعالى، فلابد أن نسخر هذه الأدوات لتكون عاملا مساعداً على الإسراع في برامج التنمية". وقال "أذكركم ببعض الجمل التي استخدمناها هذا العام في سبيل التنمية راجياً أن تكتبوها وتفكرون معي في كيف نفعلها، أولاً: ورد في استراتيجية المنطقة تعبير "بناء الإنسان" فكيف نساهم في بناء الإنسان، ثانياً: هناك مشروع طرحناه تحت شعار شركاء التنمية، فاسأل نفسك أيها المواطن هل أنت شريك في تنمية منطقة مكةالمكرمة، ثالثاً: العبارة التي ذكرتها وهي عبارة ابدأ بنفسك وأرجوا أن تتكرر معك كل يوم، ورابعاً: عبارة تعديل التقنية في خدمة التنمية، وكيف نستخدم هذه العبارة في مشروعنا اليومي لخدمة التنمية في منطقة مكةالمكرمة. واختتم الفيصل كلمته بالقول إننا إذا كنا نعتقد أن ما وصل إليه الإنسان في هذه اللحظة من ابتكارات ومن اختراعات في التقنية أو في غيرها بأنه أوصلنا إلى قمة الحضارة فأرجو أن نعيد النظر في ذلك وأرجو أن نعود جميعاً إلى عهد قديم إلى عهد سليمان عليه السلام، الذي طلب إحضار عرش بلقيس فقال الذي لديه علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك، وهذا ما حصل، فكيف كانت الحضارة وكيف كان العلم في ذلك الوقت وفي هذا اليوم وقارنوا بين هذا وذاك.