علق مديرو ومديرات مدارس في الرياض والمنطقة الشرقية الدوام في مدارس التعليم العام، وذلك حفاظاً على صحة التلاميذ من موجة غبار كثيفة ضربت مناطق عدة في السعودية أمس، مستخدمين بذلك للمرة الأولى صلاحياتهم الجديدة في تعليق الدراسة ليوم واحد في الحالات الطارئة. وقام المديرون برفع محاضر رسمية إلى إداراتهم التعليمية تفيدها بهذا الإجراء بناء على صلاحيات منحها وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد لهم بلغ عددها 52 صلاحية، منها جوانب مالية وإدارية وتربوية، يرتبط القرار فيها بشكل مباشر بمدير المدرسة وفي جزء منها بقرار مجلس المدرسة. وتضمنت الصلاحيات تعليق الدوام المدرسي في الحالات الطارئة، بما لا يزيد على يوم واحد، مع إشعار إدارة التربية والتعليم رسمياً بالإجراء ومبرراته في اليوم نفسه، وبما لا يتسبب في أذى للطلاب، مع إحاطة أولياء أمورهم بالإجراء وفق الضوابط المنظمة، شرط أن تختص هذه الصلاحية بمدير المدرسة، ولا تفوض الى غيره. واستناداً لذلك، باشر المديرون والمديرات في المدارس الذين قاموا بتعليق الدراسة في تأمين سلامة الطلاب، وإشعار أولياء أمورهم رسمياً بالإجراء المتخذ، وإعداد محاضر بتعليق الدراسة لليوم المحدد ومبررات ذلك. وفي الوقت الذي رفعت فيه صحة الرياض من استعداداتها، زادت من أعداد الكوادر الطبية بأقسام الطوارئ، لاستقبال الحالات الطارئة لمرضى الجهاز التنفسي، إذ تسببت الموجة في الحد من الرؤية الأفقية لأقل من مئة متر، خصوصاً على الطرقات السريعة، فيما انعدمت الرؤية في بعض الأماكن تماماً، خصوصاً عند المناطق الرملية. وانتشرت الدوريات الأمنية وأمن الطرق على الطرق السريعة، داعية السائقين إلى «توخي الحيطة والحذر، والقيادة بسرعة مُنخفضة، تفادياً لوقوع حوادث مرورية». وشهدت مستشفيات في المنطقة الشرقية، الحكومية والخاصة، استنفاراً للكادر الطبي والتمريضي، الذي بدأ في استقبال عشرات الحالات منذ بدء موجة الغبار يوم الأربعاء الماضي. ورفعت «صحة الشرقية» استعداداتها، وزادت أعداد الكوادر في أقسام الطوارئ، لاستقبال الحالات الطارئة، خصوصاً مرضى الجهاز التنفسي، وسط توقعات بزيادة أعداد المراجعين، خصوصاً المصابين ب «الربو». وأوضح مساعد الناطق الإعلامي ل «صحة الشرقية» فيصل الغامدي، في تصريح ل «الحياة»، أن «مستشفى الولادة والأطفال استقبل 504 مرضى، جميعهم يعانون من أمراض تنفسية، إذ استقبل المستشفى الخميس الماضي 140 حالة، تم تنويم 28 منهم، فيما استقبل الجمعة 364 حالة، تم تنويم 15»، لافتاً إلى أن جميع هذه الحالات «خضعت الى جلسات أوكسجين». وأشارت مصادر تحدثت ل «الحياة» إلى أن بقية المستشفيات استقبلت أكثر من ألف مريض خلال ال72 ساعة الماضية، مرجحة أن يرتفع العدد «في حال استمرت موجة الغبار». وفي الأحساء، وجه مدير الشؤون الصحية الدكتور عبدالمحسن الملحم، جميع المستشفيات والمراكز الصحية ب «اتخاذ التدابير اللازمة للتعامل مع الحالات المتضررة، والتأكيد على إدارة أقسام الطوارئ بالاستعداد بالفرق الطبية، والتنسيق مع أقسام الإسعاف في المستشفيات للتعامل مع الحالات الطارئة». فيما استقبلت أقسام الطوارئ في المستشفيات الحكومية، أول من أمس (الجمعة)، 400 حالة مرضية، نتيجة لموجة الغبار، وتم تنويم عدد كبير من الأطفال وكبار السن، الذين يعانون من الربو وأمراض الصدر والحساسية. وأبلغت بعض المدارس، أولياء الأمور بضرورة «اصطحاب أبنائهم من المدارس، فيما شهد عدد كبير من مدارس الشرقية حضوراً ضعيفاً من جانب الطلاب، نظراً الى خوف أولياء الأمور على أبنائهم، من التعرض لموجة الغبار، خصوصاً الطلاب الذين يعانون من أمراض في الصدر». وفي الرياض ومحافظة بقيق، أبلغ «الحياة» عدد من أولياء الأمور أن وزارة التربية والتربية نجحت في تطبيق عملية التعليق بعد منح صلاحيتها لمديري المدارس. وأطلقت مديرية الدفاع المدني، خلال اليومين الماضيين، تحذيرات الى جميع المواطنين والمقيمين، بأخذ «الحيطة والحذر، وتجنب الخروج إلا في حالات الضرورة». وقال الناطق الإعلامي في المديرية العقيد منصور الدوسري: «لم تنتج من موجة الغبار التي ضربت المنطقة خلال اليومين الماضيين، أي حوادث تُذكر»، مضيفاً: «لم يتم تسجيل أي حوادث حريق نتيجة لموجة الغبار». وأشار إلى أن مستوى الوعي بالتعامل مع مثل هذه الحالات «ارتفع لدى الجميع»، مطالباً بأخذ «الحيطة والحذر في مثل هذه الأجواء، وعدم الخروج إلا في الحالات الضرورية». ولم تتأثر حركة الملاحة البحرية ومناولة البضائع في ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام، نتيجة الغبار، وكذلك الأمر مع حركة الطيران في مطار الملك فهد الدولي، التي كانت «انسيابية». ولم يحدث أي تأخير أو تغيير في مواعيد الرحلات الداخلية والدولية، فيما كشفت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية عن تأخر عدد من رحلات القطارات، بسبب تراكم التراب على خطوط السكة الحديد. وأوضح الناطق الإعلامي في المؤسسة محمد أبو زيد، أنه جرت إزالة هذه الرمال، واستئناف حركة القطارات. أما في حفر الباطن، فحجبت عاصفة ترابية الرؤية تماماً عن شوارع وطرقات مدينة حفر الباطن، وتحول ليل حفر الباطن الأسود إلى «عاصفة ترابية حمراء». ودهمت العاصفة المحافظة في العاشرة من مساء أول من أمس، لتحيل ليلها الهادئ المظلم إلى حمرة، مصحوبة برياح قوية. ووصلت العاصفة الى ذروتها عند منتصف الليل، لتصبح الرؤية حينها «معدومة نهائياً»، ثم ما لبثت أن انحسرت، مُخلفة وراءها عوالق ترابية كشاهد على أنها مرت من هنا. واكتظت مستشفيات حفر الباطن بالمصابين بأمراض الجهاز التنفسي. وقال الناطق الإعلامي في مديرية الشؤون الصحية في حفر الباطن عبدالعزيز العنزي: «ان عدد مراجعي المستشفيات بلغ نحو 400 مريض، وذلك نتيجة لموجة الغبار التي اجتاحت المدينة يوم الجمعة». المسند يرفض التوصية بتعليق الدراسة منع إبحار «القوارب» في الساحل الشرقي «مرور الرياض»: 112 حادثة و1862 مكالمة في 6 ساعات هدوء الغبار وتزايد الثلوج في «تبوك»... و«حرس الحدود» يبحث عن بولندي مدير الدفاع المدني: نواجه ضغطاً شديداً بسبب نقص الوعي في التعامل مع الحرائق