هو صانع النجاح وربان سفينة تبشر بدخول التاريخ، إنه جيراردو مارتينو الذي عزز نجاحه مع باراجواي بقيادة الفريق نحو التأهل إلى دور ال16لمونديال جنوب أفريقيا. وتعادل منتخبب باراجواي أول من أمس أمام نيوزيلندا سلبياً، ليتأهل إلى دور ال16 في صدارة المجموعة السادسة للبطولة، وسيكون منافسه في الدور المقبل هو منتخب اليابان، الذي احتل المركز الثاني في المجموعة الخامسة خلف هولندا، وبخمس نقاط وفارق كبير في الإمكانيات الكروية، ترك الفريق الذي يقوده مارتينو أثره بالفعل في البطولة الحالية. وتولى المدرب الأرجنتيني تدريب باراجواي في فبراير عام 2007، بعد قيادة ناجحة تماماً لفريقي ليبرتاد وسيرو بورتينيو، حيث حصد ستة ألقاب بين عامي 2002 و2006 ليتحول إلى النجم الأول في الدوري المحلي. وقال اللاعب دينيس كانيزا الذي شارك أول من أمس في كأس العالم للمرة الرابعة في تاريخه "مارتينو غير كثيراً من طريقة لعب منتخب باراجواي، جعلنا نؤمن بقدرتنا على أن نكون فريقاً كبيراً والآن نلعب بطريقة الند أمام أي منتخب، نتمنى أن يتمكن هو أيضاً من صنع التاريخ". وتمكن المدرب الذي يعترف بإعجابه الشديد بمواطنه مارسيلو بييلسا، من إحداث توازن في منتخب باراجواي بين الأسلوب الخططي والاتحاد بين لاعبي الفريق خارج الملعب. وقال المدافع أنتولين ألكاراز" لقد ساعدنا كثيراً على المستوى النفسي". بدوره، يقول المدير الفني نفسه "لا يمكن تحقيق شيء إذا لم تكن هناك رغبة لدى اللاعبين، الفضل لهم، الحقيقة أنه منتخب رائع". وترك مارتينو بصمته طيلة مباريات الدور الأول التي خاضتها باراجواي، فعدل طريقة اللعب بحسب المنافس، ورغم ذلك تمكن من الحفاظ على هوية المنتخب. وقال المهاجم نيلسون هايدو فالديز" مارتينو عدل عقلية هذا المنتخب وأعتقد أن ذلك كان تأثيره الأكبر، الآن لم نعد فريقاً دفاعياً كما كنا في الماضي وهو أمر يظهر في الملعب". وبعيداً عن الرغبة في لعب دور البطولة أو إثارة الجدل في المؤتمرات الصحفية، وجد المدير الفني لباراجواي استجابة كبيرة لدى فريقه. وتحول المنتخب اللاتيني من كثرة اللاعبين في وسط الملعب أمام إيطاليا، بطل المونديال الماضي، إلى الدفع بمنتخب هجومي صريح سواء خلال الفوز على سلوفاكيا أو في التعادل مع نيوزيلندا. وربما كانت مباراة أول من أمس هي الأقل لباراجواي خلال الدور الأول، رغم سيطرته على الكرة وسعيه المستمر لمهاجمة مرمى المنافس. وبعد التعادل مع إيطاليا في أولى المباريات بهدف، أكدت باراجواي تألق المنتخبات اللاتينية في جنوب أفريقيا. ويثني المهاجم لوكاس باريوس على مدربه قائلا" إنه يقول لنا أن نثق دوما في أنفسنا وذلك يساعدنا، لقد أعد فريقا جيدا لهذا المونديال". وتواصل التألق الذي منح المنتخب صاحب المركز الثالث في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة للمونديال" بفارق نقطة وحيدة عن البرازيل المتصدرة" خلال النهائيات الحالية، بتأهله إلى دور ال16 للمرة الرابعة له في كأس العالم. وبات الهدف التالي هو التأهل إلى دور الثمانية للمرة الأولى في تاريخ هذا البلد.