ألقت السلطات الأمنية المصرية أمس القبض على القيادي البارز في تنظيم القاعدة محمد إبراهيم مكاوي الملقب ب" سيف العدل" لدى عودته قادما من باكستان على متن طائرة تابعة للخطوط الإماراتية، وأخضعته فورا للتحقيق أمام نيابة أمن الدولة العليا. وقد أثار اعتقال مكاوي لغطا لدى أجهزة الأمن المصرية، حيث أفادت مصادر أمنية رسمية أن المعتقل هو سيف العدل، ثم تراجعت عن ذلك مكتفية بالإشارة إلى أنه ناشط إسلامي مصري ملاحق، لكنه ليس القيادي الكبير في القاعدة سيف العدل كما أعلن سابقا. وقال مكاوي إنه ليس الرجل الثالث في القاعدة كما زعمت جهات أمنية وإعلامية فور وصوله المطار. وقال في تصريحات صحفية عقب القبض عليه إنه تقدم باستقالته للقوات المسلحة عقب اتفاقية كامب ديفيد، مؤكدا أنه اتصل بالقنصلية المصرية في باكستان طالبا العودة إلى مصر. وظل "سيف العدل" الذي يبلغ من العمر نحو 50 عاما، يوصف بأنه الرجل الثالث في تنظيم القاعدة، بعد الدكتور أيمن الظواهري، لكن مصادر أكدت ل"الوطن" أنه تولي قيادة التنظيم خلفا ل "بن لادن"، بعد انقسام القاعدة على إثر مقتل زعيمها في مايو 2011. ورصد منظر الجماعة الإسلامية الدكتور ناجح إبراهيم في تصريح ل"الوطن" مسيرة سيف العدل منذ أن ترك مصر، عندما انضم إلى المجاهدين العرب في أفغانستان. وقال "إن مكاوي كان يعمل في الجيش المصري، برتبة عقيد، ثم تركه وانضم إلى تنظيم الجهاد، ثم غادر القاهرة في بداية ثمانينيات القرن الماضي بعد مقتل الرئيس أنور السادات، بهدف الانضمام لصفوف المجاهدين الذين قاتلوا ضد قوات الاتحاد السوفيتي السابق". ولفت إبراهيم "إلى أن الخلافات دبت سريعا بين الرجل الثاني في القاعدة الدكتور أيمن الظواهري وسيف العدل، مما جعل الأخير يترك أفغانستان، ويتنقل بين عدة دول منها باكستان ثم إيران، وظل يترقب تغير الأوضاع السياسية في مصر إلى أن حدثت الثورة، فبدأ يرسل إشارات إلى إخوانه، بإمكانية عودته خاصة بعدما أفرجت السلطات المصرية الأحد الماضي عن محمد شوقي الإسلامبولي، شقيق قاتل السادات، خالد الإسلامبولي لأسباب صحية، رغم أنه كان محكوما عليه بالإعدام في قضية "العائدين من ألبانيا عام 1999. ويرى إبراهيم أن سيف العدل الذي وصفه بأنه قائد مدرب نظرا لخبرته العسكرية، اختار الوقت المناسب لعودته، مؤكدا "أن هذه العودة تؤكد أنه طلق فكر القاعدة إلى غير رجعة". وتقول مصادر مصرية إن سيف العدل مطلوب منذ عام 1994 في قضية أمن دولة عليا، منها قلب نظام الحكم فى مصر عام 1987، لكن إبراهيم، قال إنه لم يأت إلى مصر إلا عندما أفرج عن شوقي الإسلامبولي مما يسهل من الإفراج عنه.