اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن هناك "حججا" قد تتيح ملاحقة الرئيس السوري بشار الأسد بتهمة ارتكاب جرائم حرب، إلا أن هذا الخيار قد يعقد التوصل إلى حل في سورية. وقالت كلينتون في كلمة ألقتها أمام مجلس الشيوخ أمس "استنادا إلى خبرتي الواسعة أعتقد أن هذا الأمر قد يعقد التوصل إلى حل لوضع معقد أصلا، لأنه سيحد من إمكانات إقناع قادة بالتخلي عن السلطة". وكان سناتور سألها قبل ذلك عما إذا كان "يتوجب في نظرها أن يعتبر المجتمع الدولي الأسد مجرم حرب". فأجابت كلينتون "إذا استندنا إلى تعريف مجرم حرب وجرائم ضد الإنسانية فهناك حجج للقول إنه يمكن أن يدخل في هذه الفئة". وكان وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه قال أول من أمس إن فرنسا ترغب في إحالة الملف إلى القضاء الدولي لمعاقبة القمع الذي يقوم به النظام السوري. وذكر جوبيه على هامش اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين "ساقول في مجلس حقوق الإنسان إنني أرغب في أن تفكر الأسرة الدولية في شروط عرض القضية على المحكمة الجنائية الدولية". واعترف الوزير الفرنسي بأنه "ملف صعب"، مشيرا خصوصا إلى أن دمشق "ليست من الدول الموقعة" على معاهدة روما التي أسست المحكمة. من جانب آخر أكد الرئيس التونسي المنصف المرزوقي في حديث تنشره صحيفة "لا بريس" التونسية اليوم أن تونس مستعدة لمنح الرئيس الأسد والمقربين منه حق اللجوء في إطار حل تفاوضي للنزاع السوري . وخلال مؤتمر أصدقاء سورية الدولي الذي ضم الجمعة في تونس 60 بلدا طلب المرزوقي "منح بشار الأسد وأفراد أسرته حصانة قضائية" على أن يلجأ إلى روسيا لاحقا. وأوضح "يجب إيجاد حل سياسي كمنح الرئيس السوري وأفراد أسرته وأعضاء نظامه حصانة قضائية ودولة يلجأ إليها يمكن لروسيا أن تؤمنها له".