يعمل المصور العالمي أورهان دورغوت على إعداد مشروع لأرشفة صور فضائية للمدينتين المقدستين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، في أحجام ضخمة تصل إلى 7 أمتار. ويتوقع أن يقيم أورهان معرضا للمجموعة الأولى من الأرشيف تضم 60 صورة فضائية لمدينتي مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، في مركز أبحاث تراث المدينةالمنورة، مؤملا أن يكون بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام. وفي حديثه ل"الوطن"، قال المصور التركي أورهان دورغوت "إن أول توثيق فوتوجرافي للمدن المقدسة كان قبل 120 عاما، ضمن 930 ألبوم صور للسلطان عبد الحميد، خصص منها 60 ألبوما للمدينتين المقدستين، فيما بقي التاريخ الإسلامي فقيراً بصور توثق التطورات التي تطرأ على المدن المقدسة مكةوالمدينة وبيت المقدس، مع أن كثيرا من المصورين أصدروا آلاف الصور للحرمين الشريفين وبيت المقدس". السنوات الطويلة التي مرت دون توثيق تصويري لمكة و المدينة، أهدرت فرصة الأجيال، للاطلاع على التغييرات والتطويرات الهائلة والسريعة التي تشهدها مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، هذا ما يشير إليه المصور العالمي دورغوت، ويضيف "إن التوثيق مهم في هذه المرحلة للمدن المقدسة خصوصا مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة مع حرص كل حاكم من حكام المملكة العربية السعودية على توفير الإمكانات الضخمة لتطوير المدينتين المقدستين"، ورغم أن المتعارف عليه عالميا أن تصوير المدن المهمة يكون كل 50 عاما لتوثيقها فوتوجرافيا، إلا أن 50 عاما تعتبر مدة طويلة جدا لتوثيق مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، وقال "يجب ألا تزيد المدة عن أشهر لتوثيق هاتين المدينتين في ظل التطور الهائل الذي تشهدانه. وعن أهدافه من المشروع التوثيقي، يؤكد الفنان أورهان أن الهدف الأساس هو إتاحة فرصة رؤية المدن المقدسة للمسلمين في أنحاء العالم وخصوصا الذين لم يستطيعوا زيارة المدن المقدسة، وتسجيل دور حكومة المملكة في تطوير مكةوالمدينة في التاريخ الإنساني. وبدأ المصور أورهان دورغوت رحلته مع فن التصوير منذ عام 1974، أي منذ 30 عاما، كفنان متخصص في تصوير المدن التاريخية والمواقع الأثرية من السماء، حيث قضى أكثر من 7000 ساعة في تصوير الأماكن التاريخية ومنها الحجاز، ومدينة إسطنبول، وسبق أن أقام معارض فوتوجرافية في عن مساجد إسطنبول في المدينةالمنورة. ويفخر الفنان دورغوت بتجربته في تصوير مواسم الحج لعدة أعوام متتالية، ويقول حول هذه التجربة "إن الحج قصة مختلفة تماما من حيث متعة التصوير، والأروع في التجربة مشاهد جبل عرفات عندما يجتمع حوله وعلى سفحه ثلاثة ملايين حاج يرفعون أكف الضراعة إلى الله". وأكد أورهان أن فن التصوير رغم أنه يحمل للهواة والمحترفين الإثارة والمتعة، إلا أنه مر بنقلة نوعية أتاحت فرصة التصوير من السماء، معتبرا أنه أصعب بكثير من التصوير الطبيعي على الأرض، لما يتطلبه من إعداد وتدريب وتوفر حب المغامرة والمجازفة، مضيفا أن أصعب ما في التصوير من السماء هو التكاليف الباهظة حيث يصل سعر الساعة الواحدة إلى 2500 دولار.