أكد رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي أمس متانة العلاقة بين تونسوالرياض، مشددا على أن دعم هذه العلاقة يعد حجر زاوية وهدفا استراتيجيا في سياسة بلاده الخارجية. وأشار خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب اجتماعه مع رجال الأعمال السعوديين في مجلس الغرف السعودية أمس في الرياض، إلى أن حكومته تريد استرجاع العلاقات ودعمها مع المملكة وفتح آفاق رحبة وواسعة في بناء استراتيجي بين البلدين. وحول الأوضاع في سورية، أكد الجبالي أن نظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي لم يكن بشراسة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وفقا لما تشهده المدن والقرى السورية من مجازر يومية حصدت آلاف القتلى والجرحى. يأتي هذا فيما ينتظر أن تستضيف العاصمة التونسية في 24 فبراير الجاري، مؤتمر "أصدقاء سورية"، في وقت شدد فيه الجبالي على ضرورة أن توحد المعارضة السورية صفها وأن تجلس مجتمعة على مقعد واحد لكي يتمكن أصدقاؤها من دعمها سياسيا. وردا على سؤال "الوطن" حول ما ينتظر أن تسفر عنه اجتماعات أصدقاء سورية قال الجبالي "نأمل أن يخرج هذا الاجتماع برؤية تدعم الشعب السوري. وأضاف "أن الشعب التونسي عاش المآسي والمعاناة التي يمر بها الشعب السوري، إلا أن النظام التونسي لم يكن بشراسة وعنف النظام السوري". ووصف الجبالي التغطية الإعلامية للأحداث في سورية ب"المحايدة". وقال "المشاهد التي نراها عبر وسائل الإعلام المختلفة لا يمكن أن نصدق بأنها تكون منحازة إلى الشعب السوري بل هي تقارير صحفية محايدة تماما"، مضيفا أنه لا يمكن الوقوف والتفرج على ما يحدث في سورية. وأضاف "نحن في تونس لا نملك أساطيل ولا طيرانا حتى نعين ولو حتى استطعنا، لكن نملك إرادة سياسية ونملك مصداقية نتيجة ثورتنا ضد الاستبداد والظلم". وأبدى الجبالي تحفظ الحكومة التونسية على التدخل العسكري في سورية خاصة التدخل البري، وقال "نتفهم أن يكون هناك مراقبون من البلدان العربية والإسلامية فقط، لأن توسيع حتى عمل المراقبين لجيوش أخرى غير إسلامية أو عربية سيفتح المجال لمغامرات شتى نظرا لظروف استراتيجية لسورية وحدودها بالتالي هذه نقطة نحن واضحون بها". وطالب الجبالي بأن تتحد المقاومة والمعارضة السورية في مقعد واحد، لكي لا تتشتت هذه المقاومة أو المعارضة السورية. وأكد الجبالي أن الاعتراف بالمعارضة السورية أو ممثلي الشعب السوري أمر بيد أطراف المعارضة السورية، وقال "نود أن يكون للمعارضة تمثيل واحد حتى يسهل علينا دعمهم سياسيا بكل الوسائل الأخرى". وكان الجبالي والوفد المرافق له وصل الرياض أمس، واستقبله بمطار قاعدة الرياض الجوية وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، ووكيل المراسم الملكية عبدالعزيز العقيلي، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس خالد العنقري، وسفير تونس لدى المملكة نجيب المنيف، وقائد قاعدة الرياض الجوية اللواء طيار ركن عبداللطيف الشريم، وعدد من المسؤولين.