لم تمر سوى أسابيع قليلة على احتلاله مدينة رداع بمحافظة البيضاء، وسط اليمن، ثم انسحابه منها بوساطة قبلية، حتى لقي "أمير إمارة رداع" طارق الذهب مصرعه على يد شقيقه حزام، ليضع المنطقة التي تؤمن بالثأر القبلي أمام مخاطر عسكرية كبيرة. وأسفر الهجوم الذي شن على المسجد في منطقة قيفة الذي كان يحتمي به طارق منذ خروجه من رداع، عن مقتل 4 من مرافقيه بينهم القيادي في تنظيم القاعدة أبو قريش، لتندلع بعد ذلك معركة قادها قائد الذهب أحد أشقاء القاتل والقتيل، مما أسفر عن إحراق منزل حزام وهدمه بعد قصفه بقذائف ال " آر. بي. جي"، لتندلع بعد ذلك معارك، استمرت حتى بعد ظهر أمس قتل فيها أكثر من 20 شخصاً وجرح عدد آخر، ويتوقع مراقبون أن تستمر المواجهات لفترة وقد تكون بذرة جديدة لثأر قبلي طويل. وبحسب مصادر محلية فإن مقاتلي القاعدة حاصروا حزام في حصن كان والده قد أشاده، ونسفوه، ما أدى إلى مقتل حزام وابن أخيه أحمد علي أحمد ناصر الذهب. وسبق مقتل طارق الذهب، مقتل رئيس اللجنة الإشرافية واللجنة الأمنية للانتخابات في مدينة البيضاء. والأخير يعمل في قوات الحرس الجمهوري، بقيادة النجل الأكبر للرئيس المنتهية ولايته علي عبدالله صالح، إلا أن مصادر محلية في المحافظة نفت الربط بين الحادثتين. وبعد مقتل طارق الذهب شهدت المنطقة التي وقعت فيها الأحداث توتراً كبيراً وسط تجمع لمسلحي تنظيم القاعدة والموالين لهم من القبائل، مع قبائل أخرى مناصرة لحزام. وفيما قالت مصادر قبلية إن حزام على علاقة مع أطراف السلطة وربما مع الأميركيين أنفسهم، الذين رصدوا نحو نصف مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن الشيخ طارق، إلا أن العديد من المراقبين أكدوا أن الصراع انتقل إلى داخل تنظيم القاعدة نفسه، خاصة بعد سلسلة من الإعدامات التي نفذها التنظيم ضد من يسميهم " جواسيس الأميركيين والأمن القومي اليمني". ويتخوف الكثيرون من أن تشكل حالة الفوضى التي يعيشها عدد من المناطق اليمنية وإيقاع الرفض للانتخابات الرئاسية المقبلة فرصة لتنظيم القاعدة للتمدد أكثر، وتمكينه من كسب منصات مواجهات قادمة تدخل البلاد في أزمات لا تنتهي. تفاصيل •مقتل20 شخصا بينهم القيادي في تنظيم القاعدة أبو قريش. •مقاتلو القاعدة حاصروا حزام وقتلوه مع ابن أخيه. • مصادر قبلية تتهم حزام بعلاقته مع السلطة وربما مع الأميركيين.