تسيدت المداخلات حول المرأة جلسة الأمس الصباحية في واحدة من ندوات مهرجان الجنادرية والتي حملت عنوان "المرأة.. الشباب.. التعليم.. طموحات ومعوقات"، لكن المحاور التي طرحتها الدكتورة ميسون الدخيل والدكتورة سلوى الخطيب والدكتورة سهام الصويغ، إضافة للدكتور عبدالرحمن الحبيب والدكتور محمد الهرفي والدكتور عبدالله العويسي كانت في كليتها تتحدث عن الشباب؛ ما أثار تساؤلا حول ما طرح وما حمله العنوان. وسجلت الندوة غياب الشباب لكن في المقابل جاء الحضور النسوي لافتا ما دفع الدكتورة فوزية أبوخالد للدعوة إلى "رفع الوصاية" قائلة "نحن نتحدث عنهم "تقصد الشباب" لكنهم غير موجودين". كما تمنى محمد علي الهرفي امتلاء الكراسي بهم, لكن مداخلة الدكتور نبيل زياني سجلت احتجاجها المؤدب على تحديدات الهرفي وقصر أفكاره بمن هم بين سن التاسعة عشر والخامسة والعشرين مطالبا باعتباره شابا حتى لو كان يرزح تحت خمسة وسبعين عاما. في الوقت الذي اعتبر فيه الدكتور محمد المحيسن الفصل بين الرجال والنساء في قاعة المحاضرة سور برلين والحاجز الذي يجب تحطيمه. وعدت مرام مكاوي كل ورقة من أوراق الندوة ندوة بحد ذاتها، واصفة وجود المرأة في المناصب الكبرى بعملية تجميل شكلية دون صلاحيات حقيقية ومجرد تحسين للصورة العامة. أما الدكتور محمد المسفر فطالب بدعوته في الدورة القادمة من مهرجان الجنادرية لأنه وخلال السنوات الثلاث الماضية يلاحظ تطورا خصوصا في ما يتعلق بقضايا المرأة. واستشهدت الدكتورة عزيزة المانع بقصة حمزة كاشغري كدليل على أزمة التربية مؤكدة أن الأفكار القديمة كالاتباع والقدوة لا زالت حاضرة دون الأفكار الجديدة كالإحالة، وإشغال العقل فينشأ الشباب أسرى للعادات ما سبب أزمة. وتناول الحبيب البطالة وانعكاسها على الشباب إجمالا محاولا تقديم صورة بانورامية للقضية، في حين ناقش الهرفي مسألة "الولاء" و"الطائفية"، مشيرا إلى ربط الولاء تحديدا بمبدأ الأخذ والعطاء بين الوطن ومواطنه، في حين أن الطائفية والقبلية لها مسببات سياسية واجتماعية تتمثل في هذا الشحن الذي نعيشه بفعل التكنولوجيا وجزء من البرامج الإعلامية، بينما حاول الدكتور عبدالله العويسي إحالة قضايا المرأة إلى جزء من صراع فكري وسياسي يعيشه المجتمع، مطالبا بإيجاد تيار ثالث يتبني المرأة وقضاياه دون توظيف سياسي أو فكري. واقترحت سهام الصويغ إنشاء مجلس أعلى للأسرة يبحث ويحل إشكالات المرأة دون تهميش أو إقصاء، وقدمت سلوى الخطيب وصفا شمل أهم الإشكالات التي يعاني منها الشباب.