بعد أن استراحت حملة السكينة من تعرضها لهجمات إنترنتية من أفراد تابعين لتنظيم القاعدة منذ مطلع عام 2003، دخلت الحملة في حرب وصفها رئيسها بحرب "داحس والغبراء" مع مجموعات معارضة لنشاطها الحواري، ومناهضة الفتن والفوضى. وتمثلت تلك الهجمات في عمل الفوضويين، في تشويه صورة الحملة في الفضاء الإنترنتي، ضمن سلسلة عمليات تشغيب إنترنتي تعرضت لها الحملة منذ انطلاقها. وأفصح رئيس حملة السكينة المتخصصة بتصحيح الأفكار المتطرفة الشيخ عبدالمنعم المشوح في حديثه إلى "الوطن"، أن حملته تواجه هجمة إنترنتية منظمة لمحاولة تشويه صورة الحملة وهدفها النبيل في الفضاء الإنترنتي، وطمس صورتها الحسنة المتمثلة في الحوار الهادف والبناء وصولاً لهدفها بالقضاء على الأفكار المنحرفة. وقال أن هجمات دعاة الفتن اختلفت عما تعرضت له الحملة من هجمات قاعدية مطلع عام 2003، تمثلت في تشويه صورتها مع قبولها لمبدأ الحوار مع "السكينة"، إلا أن دعاة الفتن متمسكون بعمليات التشغيب وإغلاق الباب أمام الحوار العلمي. وأضاف سلسلة هجمات التشغيب التي تواجهها الحملة في الإنترنت وصلت إلى وضع عبارات غير لائقة عن الحملة في مواقع عالمية منها "ويكيبيديا"، - وصلت إلى حد وصف الحملة بأنها "حملة للخوار" وليست ل"الحوار" – واطلعت "الوطن" عليها - . ووصف المشوح القائمين على أعمال الإساءة للحملة ب"المرضى، وضعاف النفوس"، وأن هجمتهم دلت على ضعفهم "علميا" أمام مناداة الحملة المستمرة لمحاورتهم، التي قوبلت بالرفض في أكثر من 30 محاولة للحوار معهم، وتابع: بالرغم من محاولاتنا المستمرة للحوار معهم بالتي هي أحسن إلا أن القائمين على الهجمة المسيئة من دعاة الفتن والفوضى يحذفون كافة التقارير الحوارية والنقاشية التي نبثها في مواقعهم وصفحاتهم ويعمدون إلى سب القائمين على الحملة في مواقعهم والتحذير من الدخول في حوارات معنا. وحول أسباب اللجوء إلى هذا الأساليب من محاولات التشغيب، أكد رئيس الحملة التي تشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، أن السبب يعود إلى عدم امتلاك دعاة الفتن والفوضى لأي فكر صحيح أو حجة صحيحة مما يضعفهم أمام المواجهة العلمية، بالإضافة إلى فقدانهم الشعور الأخلاقي تجاه الآخرين. ووصف المشوح طريقة تشويه سمعة الحملة ب"الطريقة المكشوفة والبائسة" لمحاولة تشويه صورة القائمين على الحوارات العلمية لكي لا يتأثر من يقف خلفهم أو في صفهم بالحجج الصحيحة. وبيّن المشوح أن حملته واجهت سلسلة عمليات التشغيب بدأت منذ انطلاق أعمال الحملة وصولاً لوصف القائمين عليها بما يصرف ذهن المتلقي عن هدف الحملة وهو تعزيز الوسطية ودرء الفتنة، إلا أن نار هجمة التشويه هدأت فترة من الزمان لتعود بعد ذلك أشد تنظيماً وشراسة عقب بث موقع حملة السكينة ملفا متكاملا عن "حكم المظاهرات والاعتصامات بالسعودية" الذي حاز على استحسان وإعجاب كثير من متصفحي الملف، الأمر الذي أثار حفيظة دعاة الفتن والفوضى ليقرعوا "طبول الحرب" ويشعلوا "نيران الحرب الإنترنتية" بعدها. وتابع المشوح: هؤلاء الذين يتمسكون بالحرية ويدعون حفظ الحقوق، في المقابل نلاحظ تجرؤهم على اتهام الآخرين وإشاعة الفساد وإلقاء عبارات نابية في حق المخالفين، وهذا الإرهاب الفكري سلاح ضعيف، فها هو موقع السكينة واضح للجميع كل ما فيه يهدف إلى بناء الشخصية المتوازنة. وعن هذه الاتهامات، ذكر المشوّح أنها لا تؤثر على أداء عمل الحملة، فهي ترحب بالنقد البناء دائما وبالحوار المفتوح بكل شفافية، مبيناً أن حملته واجهت وعلى مدى سنوات الكثير من النقد الذي جيرته الحملة لتصحيح المسار، إضافة إلى دعم المخلصين المعنوي الكبير الذي أكسب الحملة ثقة شعبية ساعدتها في الاستمرار على طريق الوقوف أمام دعاة الفتن.