لليوم الخامس على التوالي، واصلت آلة القتل الأسدية، دك مدينة حمص، حيث أفادت حصيلة غير نهائية أمس، عن مقتل 127 في مناطق الاحتجاجات، بينهم 108 في حمص وحدها، فيما يقف العالم عاجزا أمام مطالب المواطنين المتصاعدة عبر الشاشات بتأمين الدواء والماء والغذاء، بعد أن حولت القوات النظامية مراكز الاحتجاج إلى مناطق نائية بعيدة عن العالم. ويسعى المبادرون إلى إنقاذ الشعب السوري وفق مسارين، أولهما تشكيل بعثة مراقبة عربية – دولية، والثاني الإعداد لمؤتمر دولي قد يعقد في تركيا، حسب ما ذكره وزير الخارجية أحمد داود أوغلو، يضم الدول العربية المعنية بالأزمة، إضافة إلى أطراف دولية لوضع خارطة طريق واضحة ذات جدول زمني يتعين الالتزام بها، مع الاتفاق على أن عدم الوفاء بالالتزامات الواردة في تلك الخطة في مواعيدها؛ يجب أن يؤدي إلى خطوات عملية لا ينبغي لأي طرف معارضتها بما في ذلك الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن. وبدأ المجلس الوطني السوري المعارض أمس اجتماعات مع المسؤولين القطريين عشية اجتماع للمكتب التفيذي للمجلس المعارض الذي سيبحث الأوضاع المتفاقمة في سورية. ------------------------------------------------------------------------ تشهد الأنشطة الدبلوماسية بشأن سورية تواترا متزايدا مع وضوح مسارين من المتوقع أن تسلكهما المجموعة الدولية في المرحلة المقبلة. والمسار الأول هو تبني اقتراح يدعو إلى تشكيل بعثة مراقبة ثانية عربية – دولية باستخدام خبرة الأممالمتحدة، وذلك على الرغم من اهتزاز الثقة في أي بعثة مراقبة "بعد الأداء الهزيل" لبعثة الجامعة العربية. أما المسار الثاني فهو الإعداد لمؤتمر دولي قد يعقد في تركيا يضم الدول العربية المعنية بالأزمة، بالإضافة إلى أطراف دولية، وذلك لوضع خريطة طريق واضحة ذات جدول زمني يتعين الالتزام بها مع الاتفاق على أن عدم الوفاء بالالتزامات الواردة في تلك الخطة في مواعيدها يجب أن يؤدي إلى خطوات عملية لا ينبغي لأي طرف معارضتها بما في ذلك الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن. وكان النقاش الدائر في واشنطن حول الخطوة التالية قد حسم بضرورة منح الحل الدبلوماسي فرصة إضافية. ويتداول في واشنطن أنباء تفيد بأن وزارة الدفاع تلقت أمرا بإعداد خطط لمواجهة أي احتمالات لحدوث انعطاف عسكري في المواجهة. وقالت المتحدثة باسم الخارجية فيكتوريا نيولاند في ردها على سؤال بهذا الشأن، إن الإدارة الأميركية لا تستبعد أبدا أي احتمال و"لا ترفع أي احتمال من فوق الطاولة". غير أن البنتاجون رفض تأكيد تلك الأنباء على أي نحو. ويبدو المشهد العام متضمنا تلك الجهود الدبلوماسية جنبا إلى جنب مع الاستعداد لتطبيق عدد من السيناريوهات العسكرية في لحظة يتأكد خلالها أن الدرب الدبلوماسي قد استنفد تماما لجهة إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بوقف عمليات القتل اليومي ضد أبناء الشعب السوري. وفي المقابل فإن هناك ما أطلق عليه دبلوماسي أميركي اسم "الجولة الأخيرة" من محاولات التوصل إلى حل يتيح إنهاء الأزمة عن طريق تحقيق مطالب الشعب السوري. وتلعب تركيا دورا مركزيا باعتبارها دولة متاخمة لسورية في جهود المسارين المتوازيين إذ قام رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان بالاتصال بالمسؤولين في موسكو بما في ذلك الرئيس ورئيس الوزراء لاستكشاف موقف روسيا من المؤتمر الدولي، فيما يواصل وزير الخارجية أحمد داود أوغلو مباحثاته مع المسؤولين الأميركيين. وتنسق تركيا كل خطواتها مع الدول العربية الأساسية في سعي لاستكمال جهود بناء مجموعة عريضة من دول العالم تتبنى حل الأزمة في سورية بمنح الطرق الديبلوماسية فرصة "الجولة الأخيرة"، وإلا فإن سيناريوهات تطبيق المنطقة العازلة وحظر الطيران ستطبق في نهاية المطاف. وفي الإطار نفسه بدأ المجلس الوطني السوري المعارض أمس اجتماعات مع المسؤولين القطريين عشية اجتماع للمكتب التفيذي للمجلس المعارض الذي سيبحث الأوضاع المتفاقمة في سورية. وقال محمد سرميني من مكتب الإعلام بالمجلس "بدأنا لقاءات مع المسؤولين الرسميين في قطر وسنحدد جدول أعمال اجتماع المكتب التنفيذي في الدوحة". وتوقع سرميني أن "يتركز جدول أعمال الاجتماع على مناقشة الأوضاع في مواجهة الحملة الشرسة التي يقوم بها النظام السوري". وحول الأفكار الجديدة التي يتم تداولها من طرف المعارضة السورية وأصدقائها من الأطراف الدولية قال سرميني إن أعضاء المكتب التنفيذي "يتشاورون مع أصدقائهم في فرضيات المواجهة مع النظام السوري لإيقاف حمام الدم وسنعلن عن هذه الفرضيات عندما تتبلور لدينا". ويتكون المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري المعارض من تسعة أعضاء برئاسة برهان غليون.