تسابق الهيئة العليا للسياحة الزمن للاستفادة من القيمة التاريخية والحضارية لآثار محافظة العلا (380كم) شمال المدينةالمنورة في تنشيط الحركة السياحية المحلية والدولية للمنطقة، بجملة من المشروعات التطويرية لعدد من المواقع التاريخية، ومنها مشروع القرية التراثية الذي يأتي ضمن مشروع تنمية القرى التراثية الذي أطلقته الهيئة في أبريل 2006، ضمن خمس قرى معتمدة على مستوى المملكة. ويضم مشروع القرية التراثية مركزا للزوار أنشأته الهيئة في مدخل القرية لخدمة السياحة بالمنطقة، والسوق القديمة، وبيت البلدة، وبيوت الأوقاف، وهو مركز يعنى بالإشارة إلى المواقع والخدمات التي تقدمها الهيئة العامة للسياحة والآثار. ويعول الكثير من المهتمين بقطاع السياحة والفندقة في محافظة العلا في أن يسهم تشغيل مطار الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز، والذي افتتح أخيرا في انتعاش الحركة السياحية في المحافظة ليس على المستوى المحلي وحسب بل على مستوى عالمي، خاصة بعدما أدرجت محافظة العلا ضمن قائمة التراث العالمي، وهو الأمر الذي يتوقع معه أن تشهد المحافظة حركة سياحية فوق العادة على الصعيدين المحلي والعالمي خصوصا في منطقة العلا القديمة حيث حزمة من الآثار التاريخية التي اشتهرت بها المنطقة. وسيشهد المطار تشغيلا كليا في القريب العاجل ليضاعف من توفر الفرص الوظيفية والعمل والاستثمارات، ويؤدي إلى حراك اقتصادي واسع يعود بالفائدة على أهالي المحافظة ومنطقة المدينةالمنورة عموما. ومن بين المواقع التاريخية في محافظة العلا التي يتوقع لها أن تجذب عشرات الآلاف من الزوار سنويا منطقة الحجر الأثرية التي ذكرت في القرآن الكريم, وشهدت تعاقب حضارات عدة إلى جانب البلدة القديمة في وسط المدينة الحديثة، التي تعد إحدى أهم ثلاث مناطق تاريخية معترف بها في الشرق الأوسط على مستوى البناء الحضاري القديم, كما تشمل المواقع مسجد الصخرة الذي تذهب عدد من المصادر التاريخية إلى قيام النبي (صلى الله عليه وسلم) بالصلاة فيه، وذلك في طريقه إلى غزوة تبوك، حيث تم ترميم المسجد أخيرا على نفقة رئيس هيئة السياحة والآثار. وإلى جانب منطقة مدائن صالح تحتوي محافظة العلا على مواقع سياحية بارزة يتم تطويرها سياحيا مثل القصر الفريد ومشروع إعادة تأهيل محطة سكة حديد الحجاز، وذلك بعد اعتماد تسجيل موقع "الحجر" بمدائن صالح ضمن قائمة التراث العالمي كأول موقع سعودي يدخل ضمن قائمة التراث العالمي.