أكدت وزارة التربية والتعليم عدم وجود نية لديها لإلغاء تجربة "التقويم المستمر"، المطبقة حاليا في المرحلة الابتدائية، وإنما سيتم العمل على تطوير آليات هذه التجربة في ضوء ما يرد للوزارة من توصيات من بيوت الخبرة خلال الشهرين المقبلين. جاء ذلك في تصريح صحفي أمس لمدير عام إدارة التقويم بالوزارة الدكتور عثمان الزامل، موضحا على هامش افتتاح فعاليات لقاء "التقويم المستمر.. معايير ومؤشرات"، الذي تنظمه الإدارة العامة للتقويم بالوزارة، وتستضيفه الإدارة العامة للتربية والتعليم بجدة، أن التربية سعت للتواصل مع تربويين من داخل الوزارة، وبيوت خبرة من خارجها لتقويم تجربة التقويم المستمر التي تم تطبيقها في الميدان منذ سنوات ماضية، وأن بيوت الخبرة التي استعانت بها الوزارة ستقدم خلال الشهرين المقبلين توصياتها النهائية بشأن هذه التجربة. وشدد على أنه في ضوء ما يرد الوزارة من توصيات، فإنه سيتم العمل على تطوير جميع آليات تجربة التقويم المستمر، قائلا "التقويم المستمر مستمر، كونه تجربة لم تأت إلا وفق أفضل نظم التقويم العالمية"، ملمحا إلى شراكة مع مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم، لتطوير آليات جميع أدوات التقويم وليس التقويم المستمر فقط. من جانبه، أكد وكيل وزارة التربية والتعليم للتخطيط والتطوير الدكتور نايف الرومي، أن تطبيق التقويم المستمر في التعليم العام يعد إحدى الخطوات الاستراتيجية في النظام التعليمي بالمملكة، ويتضمن اتجاهات حديثة شاع استخدامها في معظم النظم التربوية العالمية. وكشف في كلمة ألقاها في افتتاح فعاليات اللقاء صباح أمس، عن أن المشروعات الاستراتيجية لا تخلو من الصعوبات والعوائق، وأن السعي لإيجاد الحلول المناسبة لها سيظل مستمرا عبر اللقاءات والندوات والورش، وبما ينعكس إيجابا على التطبيق الفعلي السليم لهذه المشروعات ميدانيا. وفي كلمته أمام 120 تربويا وتربوية شاركوا في اللقاء، أكد مدير الإدارة العامة للتقويم على أهمية التقويم المستمر باعتباره عنصرا أساسيا في العملية التربوية، وأن دوره يتمحور حول إيجاد التوازن بين عناصرها ونقلها من حالة التقليدية في التشخيص إلى حالة الواقعية والأصالة، موضحا أن اللقاء يهدف إلى الوقوف على نقاط القوة والضعف فيما تم تطبيقه خلال الفترة السابقة، وتعزيز الإيجابيات ومعالجة أوجه القصور بمشاركة نخبة من التربويين والمختصين في هذا المجال. وانطلقت فعاليات اللقاء بطرح ورقة عمل بعنوان التقويم المستمر "نظرة شمولية"، قدمها الخبير التربوي الدكتور خليل عليان من المملكة الأردنية تحدث فيها عن مفهوم التقويم ومزاياه ومشكلات استخدامه والتقويم التكويني والختامي وتقويم المساءلة وفائدة كل منها، واستعرض أثر استخدام التقييم في تحسين التعلم، محددا النقاط التي يتوقف عليها، مؤكدا أن التقييم لابد أن يحدد عن طريق الأنشطة أو الإنتاج الذي يقوم به الطالب والذي من خلاله يقدم المعلم التغذية الراجعة ومن ثم العلاج الإثرائي.