ما أن يشتد البرد في محافظات منطقة عسير، إلا وتبدأ قوافل المتنزهين في الاتجاه إلى أودية تهامة طلبا للدفء، لا سيما في إجازة نهاية الأسبوع والإجازات الأخرى. وفي جولة ل"لوطن" في وادي ضلع بمنطقة عسير، اتضح أن العديد من المتنزهين يتخذون من بطون الأودية مقرا لرحلاتهم وهم بذلك يضعون أنفسهم وعائلاتهم في مهب الخطر، من جراء السيول العاتية التي قد تداهمهم في أي لحظة. واستغرب المواطن علي أحمد الأحمري، من عدم أخذ المتنزهين العبرة والعظة من السيول العاتية التي جرفت الجسور والكباري بوادي ضلع قبل أكثر من 25 عاما وراح ضحيتها العديد من الأنفس، ويشير إلى أن أخطار الأودية ليست مقتصرة على السيول فقط بل تمتد إلى الانهيارات الترابية التي قد تحدث خلال وجود بعض العائلات بجانبها، ومن ثم يحدث ما لا يحمد عقباه، إضافة إلى أن بعض الناس تجاوز الحدود وعمل على بناء بعض المساكن في مجاري السيول معرضا نفسه وأسرته وماله الذي صرفه على إنشاء المنزل للخطر. أما المواطن علي آل مشرف، فأشار إلى أن من أخطار السيول القاتلة مداهمتها للمتنزهين دون سابق إنذار، فالمتنزهون في وسط الوادي لا يلحظون أي أثر للسيول إلا أنه فجأة يداهمهم من منطقة بعيدة عنهم، في حين أن المتنزهين لم يلحظوا مطرا ولم يسمعوا رعدا، حيث إن المطر وقع بعيدا عنهم، ونجد أن السيل ينتقل من وادي لآخر، ويشير الحياني إلى أنه كثيرا ما حدث ذلك في أودية تهامة قحطان وعسير. وبرر المواطن فائز الشهري "من سكان أبها"، تدفق المئات على أودية ضلع بعدم وجود مواقع كافية لهم للتنزه في ضلع، مؤكدا أنه يجب على أمانة المنطقة تخصيص مواقع آمنة للتنزه في عقبة ضلع، وبما يحقق تطلعات أمير المنطقة الأمير فيصل بن خالد إلى تحقيق سياحة مستدامة على مدار العام وليست موسمية. من جهته، أكد مدير الدفاع المدني في المنطقة اللواء عبدالواحد الثبيتي، أن إدارته وضعت خطة توعوية ووقائية يتم من خلالها توعية المواطنين والمقيمين بأخطار السيول، وجرى إبلاغ كافة إدارات ومراكز الدفاع المدني بالمنطقة، في حين أنه يجري إغلاق طريق العقبة في حالة هطول الأمطار. من ناحيته، أوضح أمين منطقة عسير المهندس إبراهيم الخليل ل"الوطن"، أن هناك تنسيقا مع مديرية الزراعة في عسير بأن نعمل كفريق واحد لإيجاد مواقع تقام عليها متنزهات، وأضاف: أما تناثر العائلات في الأودية فهذا أمر لا نقبله نهائيا وسنعمل على حل المشكلة وقد لا نتمكن في القريب العاجل من تحقيق مطالب الأهالي والمتنزهين، ولكن في العام الجاري ستشهد المتنزهات مزيداً من الاهتمام والتوسع.