أكد الناقد المسرحي نايف البقمي أن تشتت الإدارات المشرفة على العمل المسرحي سبب مشاكل عدة لهذا الفن في المملكة. وأضاف البقمي في حديث إلى "الوطن" أن هناك ثلاث جهات مشرفة على المسرح وهي: جمعية المسرحيين، وجمعية الثقافة والفنون، وإدارة المسارح بوكالة الوزارة في وزارة الثقافة والإعلام، مضيفا أن جمعية المسرحيين بعيدة كل البعد عن المسرحيين، ولم تقدم لهم أي شيء منذ إنشائها قبل سنوات، وكذلك جمعية الثقافة والفنون وإدارة المسارح، فهما بعيدتان أيضا عن الهم المسرحي ودورهما غائب. وأشار إلى أن الدورات المسرحية التي أقيمت في عدد من مناطق المملكة تستهدف بناء قواعد جماهيرية للفن المسرحي، مؤكدا نجاحها في دعم المسرح. وأضاف أن هذه الدورات أعدّت خصيصا من أجل تهيئة جيل يعي آليات العمل المسرحي الحقيقي، خصوصا مع الحال غير الجيدة التي تحيط بالمسرح عموما. وأوضح أن المسرح يختلف عن بقية الفنون الإبداعية بشكل يجعل منه فنا صعبا على الممارس؛ لأنه فن جماعي وليس فرديا، بمعنى أنه يتطلب كلفة أكثر، فنيا وماديا ووقتيا، خلافا للفنون الأخرى كالتمثيل أو الموسيقى أو التشكيل أو الشعر. واعتبر البقمي أن هذه الحال التي وصل لها العمل المسرحي أدت إلى جملة نتائج انعكست سلبا على واقع المسرح المحلي، ومن ضمنها خفوت جماهيرية المسرح حتى في معاقله التقليدية كالمدارس والجامعات، وكذلك انعدام الفرصة عند المسرحيين أمام احتراف العمل المسرحي من واقع حاجتهم لمصدر دخل، فالاحتراف المسرحي - كما يرى البقمي - لن يحقق دخلا بالمرة، بحسب الأوضاع السارية، قائلا "أنا أعمل معلما وأمارس الفن المسرحي كهواية، ولن أستطيع أن أفرّغ نفسي للمسرح؛ إذ إنه لن يحقق لي الكفاية المعيشية". وطرح مقترحا يجده ملحا في هذا الوقت لإنقاذ الفن المسرحي من التدهور الذي يعيشه، ويتمثل في إيجاد وظائف حكومية للمسرحيين، كفنيين متخصصين في المسرح، سواء في مدارس التعليم العام أو في الجامعات والكليات ومعاهد التدريب المهني، ويرى أن ذلك كفيل بمعالجة جزء من المشكلة. وعما يتعرض له المسرحيون من مضايقات في العروض المسرحية العامة، قال البقمي "إن ثمة عناصر في المسرح التقليدي تثير الاعتراض ويمكن الاستغناء عنها في المسرح المحلي، مرحليا، ومنها استخدام النساء إلى جانب الذكور في تقديم الأعمال، غير أن ثمة عناصر أخرى مهمة ولا يمكن الاستغناء عنها، ومنها الموسيقى والصوتيات". وفيما يتعلق باعتراضات بعض المتدينين على الفن المسرحي ككل، نفى البقمي هذه الفكرة، قائلا "إن المتدينين هم من أوائل المتهافتين على الفن المسرحي منذ فترة، ودليل ذلك سيطرتهم على النشاط المسرحي في المدارس، وأيضا إنتاجهم لأعمال مسرحية عديدة تثبت اقترابهم من هذا الفن واستشعارهم لفائدته وآثاره".