على وقع حركة دبلوماسية نشطة تشهدها المنطقة، يسعى المبعوث الخاص للجنة الرباعية توني بلير لإقناع إسرائيل باتخاذ عدة إجراءات لتشجيع القيادة الفلسطينية على اتخاذ قرار بالاستمرار في اللقاءات الاستكشافية في عمان لشهرين إضافيين. يأتي ذلك في وقت بدأت فيه السلطة الفلسطينية تقييم تلك اللقاءات بدءاً باجتماع اللجنة المركزية لحركة "فتح" اليوم، ومروراً باجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير غداً، وصولاً إلى اجتماع لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية يوم الرابع من فبراير المقبل حيث سيتخذ القرار النهائي بقبول أو رفض مطالب تمديد اللقاءات. وذكرت مصادر غربية ل "الوطن" أن مطالب بلير من تل أبيب تشمل الإفراج عن معتقلين من ضمنهم قيادات سياسية، إضافة إلى الذين اعتقلوا قبل التوقيع على اتفاق أوسلو، والسماح للفلسطينيين بحرية العمل في المناطق المصنفة (ج) التي تشكل 60% من مساحة الضفة الغربية، إضافة إلى وقف الاعتقالات في مناطق السلطة. وبالتزامن مع تحركات بلير تشهد المنطقة حركة سياسية نشطة إذ ينتظر وصول الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى رام الله في وقت لاحق هذا الأسبوع، إضافة إلى وزير الخارجية الكندي، ورئيس البنك الدولي، بينما يزورها حالياً وزير الخارجية الهولندي. وكانت مصادر فلسطينية قد أكدت ل "الوطن" أن العديد من الجهات الدولية أثنت على مواقف الرئيس محمود عباس في الفترة الماضية، لكنها حثته أيضاً على اتخاذ القرار باستمرار اللقاءات الاستكشافية ولو لمدة محدودة لا تتجاوز الشهرين. إلى ذلك كشف مسؤول رفيع رفض الكشف عن اسمه أن المبادئ التي قدمتها إسرائيل خلال لقاءات عمان تشير إلى سعيها لجعل الجدار الفاصل مع الضفة الغربية أساساً لحدودها مع أي دولة فلسطينية في المستقبل. وقال إن المفاوض الإسرائيلي إسحاق مولخو صرَّح بأن بلاده تريد ضم القدسالشرقية وتعزيز البؤر الاستيطانية بمحاذاة الجدار الفاصل الذي يصادر فعلياً حوالي 10% من تراب الضفة. كما اعتبر منطقة غور الأردن التي تشكِّل حوالي ربع مساحة الضفة "عنصراً استراتيجياً بالنسبة لأمن إسرائيل". في غضون ذلك أكدت لجنة الدفاع عن سلوان النقاب عن شروع قوات الاحتلال في شق طريق يمتد بين المنطقة الشمالية بالبلدة التي بدأ العمل بها لبناء حدائق تلمودية، تمتد إلى منطقة القصور الأموية الملاصقة لسور المسجد الأقصى المبارك الجنوبي.