فقدت حكومة ليبيا السيطرة على بني وليد أحد المعاقل السابقة للزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي، أول من أمس بعدما قام سكان محليون بانتفاضة مسلحة مما يشكل أخطر تحد حتى الآن لحكام البلاد الجدد. وفي بني وليد التي شهدت طرد الميليشيات الموالية للمجلس الوطني الانتقالي الحاكم في اشتباكات مسلحة قبل ذلك بيوم، قال أعيان البلدة إنهم عينوا حكومتهم المحلية الخاصة بهم ورفضوا أي تدخل من السلطات في العاصمة طرابلس. وستزيد انتفاضة البلدة الشكوك في الغرب في قدرة حكومة المجلس الوطني على فرض سيادة القانون الحاسمة لإعادة عمليات تصدير النفط ولنزع سلاح الميليشيات القبلية وحماية الحدود الليبية في منطقة ينشط بها تنظيم القاعدة. ونفى شيوخ محليون من البلدة تقارير تفيد بأنهم كانوا موالين للقذافي. ووفقا لشهود فلم يظهر أي أثر للأعلام الخضراء التي تعود لعهد القذافي، وقد قال شهود في وقت سابق إنها رفعت على البلدة. لكن انهيار سلطة المجلس الانتقالي في البلدة وهي واحدة من أقوى المعاقل الموالية للقذافي أثناء الحرب الأهلية التي استمرت تسعة أشهر في ليبيا العام الماضي، سيفاقم المشاكل التي تواجه الحكومة التي تعرضت لأزمة تلو الأخرى في الأسبوع الماضي. ولم تكن الانتفاضة في بني وليد لتأتي في وقت أسوأ من هذا بالنسبة إلى المجلس الانتقالي. ففي الأسبوع الماضي اجتاح متظاهرون مكتب رئيس المجلس تعبيرا عن غضبهم من بطء وتيرة الإصلاح واستقال نائب رئيس المجلس بسبب ما سماه "جوا من الكراهية". وقرر نحو 200 من الشيوخ الذين تجمعوا في مسجد إلغاء المجلس العسكري للمدينة الذي عينه المجلس الانتقالي وتعيين مجلس محلي خاص بهم في تحد مباشر لسلطة الحكومة في طرابلس. وقال أحد الشيوخ واسمه علي زرقون "إذا كان رئيس المجلس الوطني مصطفى عبد الجليل سيفرض أي شخص علينا فلن نقبل بأي شكل من الأشكال". وذكرت روايات من المدينة أن أنصار القذافي المسلحين يهاجمون ثكنات ميليشيا موالية للحكومة في البلدة ثم تم إجبارهم على التراجع. ومن جانبه قال شيخ يدعى مفتاح جوبارا "أثناء الثورة الليبية كنا جميعا أشقاء. لن نكون عقبة في طريق التقدم...بالنسبة للادعاءات المتعلقة بوجود عناصر موالية للقذافي في بني وليد هذا ليس صحيحا. هذه هي وسائل الإعلام. ستذهب في جميع أنحاء المدينة ولن تجد الأعلام الخضراء أو صور القذافي".