في زمن ليس ببعيد عنا، كانت الأعراس بشكل أو بآخر تنحصر غالباً في فصل الصيف بالتزامن مع العطلة الصيفية للمدارس، إلا أن الأمر ما عاد كذلك الآن، حيث أصبح الناس أكثر انفتاحاً على مواسم أخرى غير المتعارف عليها، وهكذا أصبحت إجازة نصف السنة حافلة بالكثير من مناسبات الزواج، وذلك رغم قصر فترتها، وبرودة الأجواء التي تشهدها مناطق المملكة بشكل عام. في البداية كانت لنا وقفة مع الشاب علي بن طليحان الذي يستعد لحفل زفافه، والذي يحل في إجازة نصف السنة، حيث يقول "أنا من أختار هذا التوقيت لعدة أسباب، في مقدمتها رخص الأسعار مقارنة بالإجازة الصيفية، وأعني بذلك قاعات الأفراح". وأضاف "استأجرت استراحة متوسطة الحجم تفي بالغرض، وبسعر مقبول إلى حد ما، كما أن جدول مناسبات الأقارب ممتلئ ومتقارب بالتواريخ خلال العطلة الصيفية، ولذلك فضلت اختيار عطلة نصف السنة لإقامة حفل زواجي. نعم الطقس يكون بارداً، ولكن هذا أفضل الخيارات المتاحة لي". من جهته يبين سعيد الكليب أن إجازة نصف السنة تشكل فرصة للبعض لإنهاء مناسباتهم خلالها، ويضيف قائلا: "ذلك ما يحدث، الإجازة الحالية للمدارس فرصة للسفر، وتبادل الزيارات بين الأقارب، ومنها تأتي فكرة إقامة المناسبات، وفي مقدمتها حفلات الأعراس، طبعاً لا يمكن إغفال التكلفة المالية لتلك المناسبات التي تكون أقل مقارنة بالإجازة الصيفية". ويرى أن "ذلك يحمل بداية تغير في بعض الثقافات الدارجة، والتي كانت تستنزف جيوب الناس من مظاهر لا حاجة لها، حيث صار الشباب أكثر نضجاً في تقنين مصروفات الزواج، خاصة غير الضروري منها، ولم يتبق إلا أن تنتقل العدوى الإيجابية إلى قاعات النساء في وقت لاحق". وأشار الكليب إلى أن "من الإيجابيات التي يحفل بها سوق قاعات الأفراح غزو الاستراحات لمسرح المناسبات الاجتماعية، بعد أن كانت حكرا على الصالات الكبيرة والقاعات، حيث برزت الاستراحة بأسعارها المخفضة، وقدرتها على استقبال أي مناسبة اجتماعية، مما جعلها وجهة لكثير من راغبي توفير نفقات الأعراس". يوسف العمري (أحد ملاك الاستراحات) يعلق على الموضوع بالقول: "أصبحت إجازة نصف السنة على قصرها موسماً رائجاً لنا، رغم أنها تأتي في فصل الشتاء، حيث تقل المناسبات الاجتماعية من زواج، وحفلات تخرج، وغيرها من المناسبات التي تظهر في العطلة الصيفية. وحول الأسعار ومدى اختلافها قال "نعم تكون الأسعار غالباً في الصيف أكثر ارتفاعا بسبب كثرة الطلب من قبل الزبائن، حيث لا يوجد أي أيام شواغر طوال العطلة، أما في نصف السنة فيكون الأمر أكثر هدوءاً، مما يدفعنا لتقليل الأسعار لجذب الناس. وأشار العمري إلى أنه "في السنوات الأخيرة لاحظنا زيادة في المناسبات التي تجري في إجازة نصف السنة، إلا أن قصر فترتها لا يدفعنا لرفع الأسعار بشكل مقارب لما يحدث صيفاً، كما أن رخص أسعارنا مقارنة بالصالات سبب آخر مهم لاستمرار الإقبال علينا من قبل الناس".