أنعش تزايد مناسبات الزواج التي تقام في موسم الصيف قصور وقاعات الأفراح بمدينة حائل التي رفعت معدلات تشغيلها استعداداً لموسم الإجازة، في الوقت الذي اشتدت فيها المنافسة بين أكثر من 55 قصراً وقاعة أفراح في منطقة حائل لكسب أكبر عدد من زبائنها، في حين تسبب الإقبال المتزايد من العرسان خلال الأيام الماضية على حجز قصور وقاعات الأفراح في حدوث «أزمة» حجوزات، وبخاصة أن نسبة إشغال قصور وقاعات الأفراح بلغت 100في المئة، بسبب توافر السيولة لدى المقبلين على الزواج خلال هذا العام، عقب تسهيلات بنك التسليف وفرص الإقراض من دون فوائد بعد الأوامر الملكية الأخيرة. وقال صاحب أحد قصور الأفراح في حائل حمود الشمري إن القصر محجوز منذ بدء الإجازة الصيفية وحتى تاريخ العشرين من شهر شعبان الجاري، مشيراً إلى أن الأسعار تبدأ من 11 ألف ريال عدا عطلة نهاية الأسبوع، إذ تصل الأسعار إلى 13 ألف ريال، مؤكداً أن باب الحجوزات قد أغلق بشكل نهائي إلى ما بعد رمضان. ويشير طلال الفهيد إلى أن كثافة الإقبال على حجز القصور والقاعات وعدم توافر حجوزات بأي من القصور أو القاعات الكبيرة جعله يتخذ قراراً بأن يكون زواجه وابن خالته في قصر واحد وليلة واحدة، مشيراً إلى أن كثيراً من الأسر الحائلية اتجهت أخيراً لإقامة مناسبات الزواج داخل منازلها واستراحاتها الخاصة، إضافة إلى أن البعض منها بات يفضّل الزواج الجماعي لاختصار الوقت والجهد. ويشير المعلم سعود الثنيان إلى أنه لا يستبعد أن تكون أسعار قصور وقاعات الأفراح في حائل هي الأغلى سعراً والأقل جودة على مستوى المملكة، في ظل الصمت الرهيب من فرع وزارة التجارة بمنطقة حائل، ويقول: «قمت بحضور زيجات عدة في كلٍ من الرياضوجدة ووجدت أن مدة إيجار القاعة من الساعة الرابعة مساءاً وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، بينما القصور والقاعات في حائل فمدة تواجد المهنئين لا تتجاوز 4 ساعات فقط وتحديداً من الساعة الثامنة وحتى الثانية عشر ليلاً فقط، ويقول سلامة الشمري: «بسبب الضغط في فترة إجازة الصيف لم أجد حجزاً لقاعة الأفراح ليلة زفاف ابني، والتي تتوافر فيها الخدمات المتميزة والتي ينحصر تواجدها في قاعات الأفراح الكبيرة الفاخرة، من تحمل تجهيز وليمة الزواج وقيام عمالة مدربة على تقديم الشاي والقهوة للحاضرين». مضيفاً أنه بسبب هذا الازدحام اضطر لاستئجار استراحة كبيرة ب1500 ريال حتى يقيم فيها حفلة زفاف ابنه، على رغم أنها كانت تؤجر ب800 ريال فقط، ويشير أيمن فهمي وهو موظف حجوزات بأحد قصور الأفراح في حي النقرة إلى «أن القصر استقبل قبل نحو 3 أشهر أكثر من 31 حالة حجز لحفلات الأفراح خلال فترة الصيف، والقصر محجوز حتى قبل أربعة أيام من شهر رمضان المبارك»، مشيراً إلى أن أسعار الإيجارات تختلف من قصر إلى آخر، إذ تشهد نهاية الأسبوع ارتفاعاً في أسعار الإيجار فتبدأ من 15 ألف ريال، وتصل إلى 20 ألف ريال لليلة الواحدة، بحسب الخدمات المقدمة في القصور. ويؤكد سعود السعيد صاحب استراحة مناسبات أن أسعار إيجار الاستراحات تختلف بحسب مستوى التجهيزات وموقعها، إذ تبدأ من 1000 ريال وتصل إلى 6000 ريال لليلة الواحدة، لافتاً إلى أن كثرة الأفراح ساعدت على ارتفاع الأسعار، فقبل أعوام عدة كانت قصور الأفراح قليلة جداً، وكان الناس يقيمون أفراحهم في المنازل، أما في الآونة الأخيرة فتشترط العروس وأهلها أفخم القصور، وقلة منهن من يوافقن على إقامة مناسبات زواجهن في الاستراحات. ويوضح علي شويش أن بعض محال المناسبات في حائل بادرت باستغلال ما وصفها ب«الأزمة» من خلال طرح بدائل خاصة في الهجر والمدن الصغيرة، باستحداث قاعات متنقلة، وهي عبارة عن بيوت شعر وخيام كبيرة، كحلول لأزمة توفير قاعات بالفنادق وقصور الأفراح في إجازة الصيف الحالي، بعد أن بلغت نسبة الإشغال 100 في المئة، وهو ما دفع بعض ملاّك القصور والقاعات إلى رفع أسعارها للاستفادة بأكبر قدر ممكن من تزايد الإقبال عليها خلال هذه الفترة.